أصدر قاض تونسي، الخميس، مذكرة جلب دولية في حق الرئيس الأسبق المقيم في باريس المنصف المرزوقي لاستجوابه، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد قد طلب من وزيرة العدل خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء في أكتوبر، فتح تحقيق في حق المرزوقي (76 عاما) بعد أيام من حثه فرنسا على عدم دعم نظام سعيد "الدكتاتوري".
من جانبه استنكر الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، الخميس، ما اعتبره اتهاما له بـ"الخيانة" من قبل الرئيس قيس سعيد.
جاء ذلك في تدوينة نشرها عبر صفحته على "فيسبوك"، تعليقا على إصدار السلطات التونسية، في وقت سابق الخميس، مذكرة اعتقال دولية بحقه على خلفية تصريحات له حول "إفشال عقد القمة الفرنكوفونية" في تونس.
وقال المرزوقي الذي تولى الرئاسة بين 2012 و2014: "خرجت يوما من قصر قرطاج إلى بيتي معززا مكرما، بعد أن رفعت اسم تونس وثورتها في كل المحافل الدولية، بعد أن حميت الحقوق والحريات وحافظت على المال العام".
وأضاف: "حاولت ما استطعت جمع التونسيين وأعددت لتونس برامج لمواجهة تحولات المناخ التي ستهدد الأجيال القادمة، وسلّحت الجيش، وأمرت الأمن الرئاسي بحماية خصومي، واسترجعت قسما من الأموال المنهوبة، وحاربت الفساد قولا وفعلا فأسقطني الفساد".
وتابع المرزوقي: "كان لي شرف إمهار (ختم) أول دستور ديمقراطي في تاريخ تونس (يناير 2014)، وهذا الدكتاتور الثالث (في إشارة إلى سعيد) الذي ابتليت به تونس يتجاسر على اتهامي بالخيانة!".
والمنصف المرزوقي من أبرز الأصوات الناقدة للرئيس سعيد الذي أعلن في 25 يوليو إقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي وتعليق نشاط البرلمان وتولي الإشراف على النيابة العامة، وأصدر في 22 أيلول سبتمبر تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات بمراسيم. واتهم المرزوقي في تدخلاته الاعلامية سعيد بالانقلاب على الدستور.
وقال الرئيس الأسبق أمام متظاهرين في باريس رافضين لقرارات سعيد في أكتوبر إن الرئيس "تآمر ضد الثورة ويسعى لإلغاء الدستور".
بعد ذلك بأيام، تحدث الرئيس سعيد عن "خونة" يهددون سيادة تونس من الخارج، وطلب بفتح تحقيق في حق المرزوقي وألغى جواز سفره الدبلوماسي "لأنه في عداد أعداء تونس".
ورد المرزوقي الذي عاش في المنفى في فرنسا لمدة عشر سنوات إبان حكم الدكتاتور زين العابدين بن علي، بأنه "غير معني بأي قرار يصدر من هذه السلطات غير الشرعية".
كما اتهم الرئيس الأسبق سعيد باتباع ما أسماه "النموذج المصري" للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة عام 2013 اثر إطاحته بالرئيس الراحل محمد مرسي.