قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب مساء السبت بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لـ "المسيرة الخضراء" إنّ المغرب "لا يتفاوض على صحرائه"، في إشارة إلى الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وأضاف في الخطاب الذي يأتي في خضمّ توتّر مع الجزائر حول المستعمرة الإسبانية السابقة، إنّ "مغربية الصحراء لم تكن يوماً، ولن تكون أبداً مطروحة فوق طاولة المفاوضات".
بيد أنه أكّد في المقابل على "تمسّك المغرب بالمسار السياسي الأممي"، مجدّداً التزام بلاده "بالخيار السلمي، وبوقف إطلاق النار، ومواصلة التنسيق والتعاون، مع بعثة المينورسو"، بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
كما جدد دعم بلاده للجهود التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية، في أسرع وقت ممكن" توصّلاً إلى "حلّ نهائي، مبنيّ على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية"، حسب قوله.
ويأتي خطاب العاهل المغربي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا ملحوظا بعد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسلسلة من الاتهامات وجهتها له آخرها تحميله مسؤولية مقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف استهدف شاحنات كانت تقوم برحلة بين الجزائر وموريتانيا.
ويشار إلى أنه في السادس من نوفمبر 1975 لبّى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني وساروا باتجاه الصحراء الغربية التي كانت تحت حكم المستعمر الإسباني بهدف استعادة السيطرة عليها.
وبعد رحيل المستعمر الإسباني سيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية، ما أدّى إلى اندلاع نزاع مسلّح مع جبهة البوليساريو استمرّ حتى 1991.
ومنذ 1991 تنشر الأمم المتّحدة بعثة في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة.
وتطالب البوليساريو مدعومةً من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر 1991، فيما ترفض الرباط مدعومةً من باريس وواشنطن أيّ حلٍّ خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في المنطقة البالغة مساحتها 266 ألف كلم مربع.