ألقى وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو يوم الأربعاء محاضرة في "مجلس محمد بن زايد" تحدث فيها عن "الإيمان والأسرة والاقتصاد"، وعن "الفوائد" التي جنتها أبوظبي من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ويعد بومبيو أحد مهندسي تطبيع أبوظبي والمنامة مع الاحتلال الإسرائيلي، وقام بجولات حثيثة خلال عمله وزيراً لخارجية الرئيس السابق ترامب من أجل الوصول إلى التطبيع الذي وُقع عليه منتصف سبتمبر 2020 في البيت الأبيض.

وفي المحاضرة التي حملت عنوان " الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة : التحديات والفرص المشتركة"، قال بومبيو إن "الديانات الإبراهيمية الثلاث جميعها انطلقت من هذه المنطقة منبع ومهد الحضارات والتاريخ .. وأن الناس يعبرون عن إيمانهم ومعتقداتهم بطرق مختلفة لكن الجميع يؤمن بأن الله موجود ويجب عبادته.. وأن نبني جسور التواصل والتلاقي بين مختلف الأمم".

وأشار إلى "أهمية الاتفاق الإبراهيمي (اتفاق التطبيع مع الاحتلال) في تعزيز التعاون والتبادل التجاري والاستفادة من التقنيات الحديثة لدى كل بلد لما فيه خير الشعوب ومستقبلها".

ووفق وكالة أنباء الإمارات، قال بومبيو إن "دولة الإمارات لديها قدرات وإمكانات عالية أحدثت الفرق في تعاونها مع أصدقائها وتقديم خدماتها الإنسانية إلى الناس".

وتعمل أبوظبي على تغيير الخطاب الديني والتعليمي لخلق مجتمع يتفق مع سياستها الداعية للتعايش مع الاحتلال الإسرائيلي. ويظهر ذلك في محاور محاضرة بومبيو التي شملت "الإيمان والأسرة والاقتصاد".

وهو ما أكده عضو المجلس الوطني الإماراتي "علي النعيمي" الذي قال في أغسطس 2020 إن الإمارات ستغير الخطاب الديني والمناهج التعليمية "حتى يشعر الإسرائيلي بالطمأنينة والانتماء، ويشعر بأنه مكون طبيعي من مكونات المنطقة".

وقال بومبيو في المحاضرة: عندما نقوم بأعمالنا نضع نصب أعيننا، حياة أطفال اليوم والأجيال المقبلة الذين يجب أن نضمن لهم مستقبلا أفضل.

ورأى أن الشرق الأوسط منطقة ملاذ للناس فمنها بدأت الديانات الإبراهيمية وانتشرت إلى العالم والتي يُستَمد من جوهرها القيم المشتركة في التعايش وفهم الحضارات الأخرى، وأن الازدهار لا يمكن أن يتحقق من العزلة إنما بالتعاون بين الدول والشعوب، بحسب (وام).

محمد بن زايد خلال استماعه لمحاضرة بومبيو

وأضاف بومبيو: دولة الإمارات ومن خلال رؤى قيادتها اهتمت بالأسرة التي هي أساس المجتمع فعززت المساواة بين الذكور والإناث والتي كانت قاعدة أساسية في قيام الدولة.. كما أن جهودكم الهامة مقدرة في هذا المجال حتى خارج حدود الإمارات لضمان هذه الحقوق الإنسانية للمجتمعات.

وقلّصت أبوظبي حضور القضية الفلسطينية في المنهج الإماراتي بشكل كبير، وأصبحت الإشارة إليها عابرة وفي سياق الحديث عن الاستعمار الأوروبي للوطن العربي، والأدوار الإماراتية في دعم هذه القضية.

وتشجيعاً على عقد المزيد من الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، قال بومبيو: الإمارات تعد إحدى هذه الدول التي يجب أن تسعى إلى تعزيز قوتها الاقتصادية. والاقتصاد ليس حكرا على دولة معينة أو فئة بل إن ترسيخ فكرة التبادل التجاري الحر ضرورة ملحة وهي جوهر العمل الذي يجب القيام به.

والثلاثاء، بدأت أبوظبي محادثات ثنائية بمشاركة عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وأورنا باربيفاي وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي.

يشار إلى أن أبوظبي استضافت بومبيو رغم اعترافه في يونيو الماضي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بأنها قبلت بالتطبيع مع الاحتلال مقابل صفقة طائرات "إف-35" الأمريكية الحديثة، وهو ما كان قد نفاه سابقاً مسؤولون إماراتيون ورئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو.

ووقعت الدولتان اتفاقية التطبيع منتصف سبتمبر 2020 في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تلتها عشرات الاتفاقيات الرسمية والخاصة بمليارات الدولارات.