في إطار الزيارة التي يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القيام بها إلى السعودية، فبراير المقبل، قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن ولي العهد، محمد بن سلمان، سيطلب من ضيفه تقديم وعود بشأن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ونقل التقرير عن مسؤولين إقليميين، لم يسمهم، قولهم إن ولي العهد السعودي "يريد وعدا بأن أردوغان لن يثير قضية مقتل خاشقجي مرة أخرى، وبأن يقنع وسائل الإعلام التركية بالتوقف عن الحديث عن هذا الموضوع".
وتعرض خاشقجي، وهو سعودي بارز عاش في المنفى الذاتي في الولايات المتحدة، وكان يكتب مقالات لصحيفة واشنطن بوست، للقتل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر 2018، ولم يتم العثور على جثته حتى اليوم.
وكانت محكمة سعودية قد قضت في سبتمبر 2020 بمعاقبة ثمانية أشخاص بالسجن لفترات تتراوح بين سبعة إلى 20 عاما، دون الكشف عن هوية أي من المدانين.
واعتبر التقرير أن "الاجتماع المرتقب يتيح فرصة للتغلب على المشاكل التي أفسدت العلاقة بين اثنين من أكبر اقتصادات المنطقة، وعلى رأسها مقتل خاشقجي".
والاثنين الماضي، أعلن إردوغان عزمه زيارة السعودية، في فبراير المقبل، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر المصدرين بمدينة إسطنبول.
وقال أردوغان، في معرض رده على استفسار أحد المصدرين عن وضع العلاقات التجارية بين تركيا والسعودية، إنه سيبحث مع العاهل السعودي العراقيل التي تشوب العلاقات التجارية بين البلدين.
وأضاف قائلا: "تلقيت دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لزيارة الرياض، وسنناقش أمورا كثيرة تخص علاقات البلدين".
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، عزمه زيارة المملكة العربية السعودية، في فبراير المقبل.
وعن الظروف التي ساعدت في نجاح ترتيب اللقاء، يكشف التقرير أن " إردوغان ومحمد بن سلمان يتطلعون إلى الاجتماع منذ أسابيع عدة، حيث حاول المسؤولون القطريون دون جدوى جمعهما في الدوحة، ديسمبر الماضي".
واعتبر أن "انتهاء الخلاف العام الماضي بين قطر، حليفة تركيا، وباقي دول الخليج في مدينة العلا السعودية ساعد على إطلاق موجة من الدبلوماسية لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط".
ولفت التقرير إلى أن " إردوغان يتطلع نحو التعاون الاقتصادي أكثر من الجغرافيا السياسية، نظرا للأزمة المالية التي تعاني منها الليرة المحلية".
وكانت علاقات تركيا مع السعودية توترت على خلفية دعم أنقرة لقطر في نزاع بين البلدين الخليجيين، ثم تصاعد التوتر إلى مرحلة الأزمة بعد قمتل خاشقجي.
لكن الشهور الأخيرة شهدت تحولا في السياسة الخارجية التركية التي اتجهت إلى تحسين العلاقات مع الرياض وأبوظبي، وحتى القاهرة، فيما تتابعت اللقاءات وكان أبرزها قبل أسابيع زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والاجتماع مع إردوغان.
يذكر أن الرئيس التركي، سيجري في فبراير المقبل أيضا زيارة رسمية إلى أبوظبي.