في اليوم العالمي للوالدين الذي يصادف الأول من شهر يونيو الجاري، برزت الكثير من التفاعلات الحقوقية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تسليط الضوء على معاناة المعتقلين في الإمارات الذين حرموا من آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم وزوجاتهم.
وفي هذا الشأن، قال المركز الدولي للعدالة وحقوق الانسان: "أبناء معتقلي الرأي في الإمارات يدفعون أثماناً باهظة لغياب آبائهم في السجون لسنوات طويلة، ويعانون القمع المستمر لهم بسحب الجنسية منهم وحرمانهم من حقوقهم المدنية ونفيهم خارج أرض الوطن".
من جانبه، قال مركز مناصرة معتقلي الإمارات "في اليوم العالمي للوالدين العديد من معتقلي الرأي في الإمارات حرموا من الحق في وداع أمهاتهم وآبائهم وأبنائهم بعد وفاتهم، وغالبيتهم ممنوعون من التواصل معهم وهم أحياء".
وأضاف "في اليوم العالمي للوالدين نتذكر الراحلة آلا الصديق التي عاشت حياتها القصيرة وهي تناضل للقاء والدها معتقل الرأي في الإمارات محمد الصديق، حتى رحلت في حادث سير مؤلم ولم يتمكن والدها من إلقاء نظرة الواع عليها واحتضانها".
وتابع: "علق معتقل الرأي خالد الشيبة النعيمي كثيرا بوالده، حتى تركت وفاة الأخير بعيدا عنه ودون نظرة وداع أثرا كبيرا هز قلبه وكيانه، فنظم له قصيدة من الشعر يخاطب روحه وأرواح آباء المعتقلين الآخرين".
وأردف قائلاً: "في اليوم العالمي للوالدين نتذكر معتقل الرأي خالد النعيمي الذي كانت تربطه لوالده علاقة مميزة، لكنه لم يتمكن من دفنه أو المشاركة في جنازته أو إلقاء نظرة الوداع عليه... هذه قصيدته الخالدة في بر الوالدين".
مركز الإمارات لحقوق الإنسان تفاعل هو الآخر بهذه المناسبة، وقال: "يمرّ اليوم العالمي للوالدين ثقيلًا على معتقلي الرأي في الإمارات بينما يقضونه خلف القضبان يعيشون ألم الحرمان تارةً من رؤية عائلاتهم، وتارةً من ألم حرمانهم من توديع آبائهم أو أمهاتهم حين وفاتهم".
وأضاف "في هذا اليوم نتذكر قائمة من المعتقلين الذين حرمتهم السلطات الإماراتية من هذا الحق".
وتابع: " نتذكر المعتقلين في اليوم العالمي للوالدين، أولئك الذين حُرموا من إلقاء نظرة الوداع على آبائهم أو أمهاتهم، فذاقوا مرارة الفقد والبُعد وقسوة السجن والانتهاكات.. الحرية لكم عمّا قريب ولجميع معتقلي الرأي".
بدوره، علق الناشط حمد الشامسي، المدير التنفيذي لمركز الإمارات للدفاع عن معتقلي الرأي على معاناة معتقلي الرأي وأبنائهم قائلا:" في الصورة الأولى عمران وابنه عبدالله الذي كان يبلغ من العمر سنة، تم اعتقال عمران لأنه من شباب دعوة الإصلاح، حكم عليه بالسجن سبع سنوات، انتهت السنوات السبع منذ ثلاث سنوات وما زال في معتقل".
وأضاف "عبدالله تخرج قبل أيام من الصف السادس وقد حرم عمران ظلماً فرحته بابنه وحرم عبدالله ابتسامة والده".
وحسب منظمة "هيومان رايتس ووتش"، فإن حرمان المعتقلين في الإمارات من الحرية لسنوات طويلة بعد انتهاء أحكامهم ، يظهر ازدراءً صارخًا لسيادة القانون.
ولا تكتفِ سلطات أمن الدولة، باعتقال نخبة مفكري ومثقفي الإمارات، بل يتزامن هذا مع حملة إعلامية لتشويههم واتهامهم بالعمالة للخارج وتهديد أمن البلاد في محاولة لمنح الأجهزة الأمنية غطاءً شعبيًا لقمعهم.