قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب سيدمّر نفسه سياسياً إذا فكّر بالتدخّل في التحقيقات الجارية بشأن قضيّة التدخّل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، في نوفمبر من العام الماضي.
وكانت قضيّة التدخّل الروسي في الانتخابات الأمريكية قد أخذت منحىً آخر؛ في أعقاب إقرار مستشار الرئيس السابق لشؤون الأمن القومي بإدارة ترامب، مايكل فلين، بالذنب، حيث وجه القضاء الأمريكي إليه تهمة "الكذب على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)"، وذلك في جلسة عقدت الجمعة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن اعترافات فلين "تؤكد مجدداً المساعي التي بذلها فريق ترامب الرئاسي أثناء الحملة الانتخابية لتقويض سياسات الرئيس السابق، باراك أوباما، حيال روسيا".
وعمل فلين مستشاراً للرئيس لشؤون الأمن القومي لمدة 24 يوماً، قبل أن يقدّم استقالته على خلفيّة تقارير أفادت بأنه ضلّل مسؤولي الإدارة حول طبيعة الاتصالات مع الروسي سيرغي كيسلياك، الذي كان يسعى لتقويض العقوبات الأمريكية على روسيا، والانتقام من إدارة أوباما التي فرضت تلك العقوبات.
وبحسب تقارير، فإن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، هو الشخص الذي تشير اعترافات مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، إلى أنه أمر بإجراء اتصالات بالمسؤولين الروس، وذلك بعدما وافق فلين على التعاون مع المحققين.
وأثناء المفاوضات بين فريق ترامب والكرملين، قبل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فإن فريق ترامب عمل من أجل تقويض سياسات أوباما، وخاصة فيما يعلق بالعقوبات الأمريكية على الروس؛ حيث وعد فريق ترامب الكرملين بأنه سيقوم بمناقشة تلك العقوبات حال تسلّم ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض.
وشددت الصحيفة على أهمية أن يحدد المحققون كل من شارك بهذه المؤامرة، وأيضاً مدى معرفة الرئيس ترامب نفسه بتلك المؤامرة وتفاصيلها، وهل شارك بشكل مباشر فيها أم لا، خاصة في ظل القلق الذي عاشه الرئيس من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك، جيمس كومي.
ويعدّ قرار فلين بالتعاون مع المحققين تطوراً كبيراً، كما أنه يجب على ترامب، بحسب الصحيفة، فهم أن بذل مزيد من الجهود للتدخّل في التحقيقات سيدمّر مستقبله السياسي، كما يجب على أعضاء الكونغرس أن يبلغوا الرئيس بأن أي عفو سيصدر للسيد فيلن، أو أي متّهم آخر بهذه القضيّة، فإنه سيجد نفسه في مواجهة من الكونغرس الذي لن يقبل بذلك، بحسب "الخليج أونلاين"