أحدث الأخبار
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد

لنكن مخلصين للذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-12-2017


ما زلت أقول لأصدقائي الذين يسألونني عن أجمل المدن التي زرتها، أو عما إذا كانت ثمة أماكن أو مدن أحلم بالذهاب إليها، أنني لم أسافر كما ينبغي لمسافر أن يكون مخلصاً لترحاله، طالما خالط سفري ميل نحو التباهي أو العبث، فقد أيقنت متأخراً أن السفر علم عظيم توجه البصيرة دفته، ويقود التأمل خطاه في مسارات الأرض والجغرافيا، والبصيرة نعمة كبرى، كما التفكر، إنه إعمال للعقل بعمق لكل ما حدث وما هو كائن حولك. فقد يقودك حدسك لما يمكن أن يكون.

ليس السفر مثل القراءة أبداً، وإلا لاكتفينا من الأمر بالاطلاع على أعظم الكتب مندسين في الأسرة الناعمة والأرائك الوثيرة والغرف المكيفة. القراءة فعل ممتع يقود العقل بهدوء لبوابات الأسئلة وصولاً لمفاتيح المعرفة. أما السفر فهو فعل مواجهة ما وراء تلك البوابات، فعل معاينة الحقيقة، بملء إرادتنا وبكامل صورتها أحياناً. لذلك فأي سفر وأي ترحال، لا يقود لفتح أبواب موصدة في الذاكرة كما في الواقع، سفر لا يعول عليه أبداً.

لذلك ما زلت أقول لمن يسألني وأؤكد أنني كعربية مغروسة حتى أذنيّ في طين عروبتي الذي تشكلت منه، لا أعتبر نفسي قد طرقت بوابات حقيقية، طالما لم أقف على بوابات دمشق، ولم أفتح أياً من بوابات العراق، هذه حسرة في قلبي أجدها وأتلمسها كل يوم، وأنا أتابع تشظي العراق وجرح دمشق النازف. أما وقد كان من أمر البلدين ما كان، فلا بأس من الإخلاص للذاكرة، والأمل معاً، لعلّ وميضاً يخرج من أرضٍ كمصر يمحو آثار المغول والتتار، أو لعلّ التاريخ يعيد نفسه.

قال صديق عراقي معلقاً (العراق؟ كان يا ما كان) قلت له «في جميع الأحوال علينا أن نبقى مُخْلصين للذاكرة.. طالما عجزنا أن نكون مُخَلصين، ومخْلصين للجغرافيا والتاريخ.» ولقد سمعتُ أبي محدثاً من كان متحلقاً حوله بعد عودته من سفر بعيد، وكنت طفلة لم أتجاوز السادسة بعد: «يموت حسرة من لم ير العراق ولم يزر البصرة».

لقد قال عمر عناز وأبدع: من لم يذقْ طعمَ العراق، فمالهُ من قهوة الأحزان غير الرائحة، من لم يمتْ موتاً عراقيــــــــاً.. تُقَصّـرُ بالنواح على ثراهُ النائحة.

«إنَّ العراقَ حكايةُ الجرح الذي ينمو على رمل الأماني المالحةْ».

إنه ليس من العبث أن تكون دمشق عاصمة أول إمبراطورية للعرب، كما ليس من قبيل الصدفة أن تكون بغداد عاصمة إمبراطوريتهم الثانية، وأن تكون القاهرة في كل التاريخ صمام الأمان وحارسة العروبة، وخزان المواجهة، وبالتأكيد فإنه ليس مما لا يسترعي النظر أن تتم المحاولات دوماً على أرضية تفكيك وإضعاف وتدمير هذه العواصم بشكل متزامن ومتتابع وملح!!