أحدث الأخبار
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد

التحكم في فوضى القوة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-05-2018

في المشهد المحكم الصنع، الذي تخلل فيلماً جميلاً كنت أتابعه، ظهرت فتاة وهي تتحرك بسكون وهدوء مذهلين، كانت تتحكم في كل جزء من جسدها، وفي لحظة السكون المذهل تلك، كان تلميذ صغير يعبر خاطفاً، وإذ يلمح حركة الفتاة والثعبان يقول لمعلمه: «أريد أن أفعل كالفتاة، أريد أن أتعلم كيف أسيطر على من حولي»، أجاب المعلم: هناك شخص واحد عليك أن تتعلم أولاً كيف تسيطر عليه، إنه أنت! قال التلميذ: إذا جلست صامتاً لا أفعل شيئاً سأسيطر على من حولي كتلك الفتاة ؟ أجاب المعلم: فرق كبير بين السكون وبين أن تجلس لا تفعل شيئاً!

السكينة خلاف السكون، فبينما تمثل الأولى المعنى المرادف لراحة الجسد، يمثل السكون تفوق العقل على فوضى القوة وبعثرة التفاصيل، وفي الحقيقة إن الواقع معبأ بالضجيج الذي اعتاده المرء حتى أصبح مانع القاعدة الطبيعية، وتدريجياً تقبل الإنسان فكرة أن الضوضاء هي الحيوية والنشاط، وأن السكون هو اللا فعل واللا جدوى وأحياناً الموت، وشتان كما قال المعلم الصيني لتلميذه بين السكون وبين ألا تفعل شيئاً.فلو أننا تنازلنا عن التباهي الفارغ بأنفسنا، وأنصتنا لحركة الكون العظيم سنجد أن أكثر الظواهر عبقرية تحدث بسكون تام، فلا شروق الشمس ولا غروبها يحدثان بضجيج، ولا انسكاب الظلمة، ولا انهمار الضوء فجراً، كل شيء يحدث بعبقرية السكون.

إن الإنسان المعاصر يتعرض خلال يومه للكثير من الضجيج المدمر الذي يضرب كيانه كله، ضجيج الأصوات، ضجيج الإعلام، الأحداث والأحاديث، الصراعات الكبرى، ضجيج لا يتوقف يطارده حتى لحظة نومه، إلى درجة أن أصبح حديثنا إلى أنفسنا جزءاً من هذا الضجيج !!

طرح أحد الكتاب سؤالاً ذات مرة: ماذا نقول حين نتحدث مع أنفسنا يا ترى؟ إنه حديث الخوف وتأنيب الضمير والشعور بالإثم، واستعادة المواقف السيئة أو التي شعرنا فيها بالدونية أحياناً، حديث تذكير النفس بضرورة التحدي والصراع وبعدم الإحساس بالأمان والثقة في الآخرين، إنها أحاديث سلبية في معظمها، وبالرغم من أنها تدفعنا للتحدي وتقوية آليات دفاعنا عن كينونتنا، فإنها تنهكنا في نهاية المطاف، فنحتاج لكثير من السكون، حتى نستعيد توازننا ونجمع ما تبعثر فينا !

حينما سأل المعلم تلميذه لماذا تصر على تعلم فنون القتال؟ أجابه لأكون قادراً على القتال وكسب أي معركة، ولأنني خائف وضعيف، أريد أن أعود إلى بيتي مساءً دون خوف، أعود منتصراً لمرة واحدة كي أكسر هذا الخوف في داخلي، إن الخوف يفقدنا الأمان، وهذا بدوره يفقدنا السكون، وهو ما يجعل الإنسان تعيساً بالضرورة.