أحدث الأخبار
  • 12:42 . تقرير: أبوظبي تخفي 25 معتقلا قسريا رغم انتهاء محكومياتهم وتمنع التواصل مع ذويهم... المزيد
  • 11:45 . الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يمنع الجرائم ضد الإنسانية... المزيد
  • 11:34 . العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في دبي... المزيد
  • 11:33 . كيف تفاعل رواد التواصل مع حادثة اختفاء حاخام في دبي؟... المزيد
  • 11:32 . مقتل شخص بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي بعمّان بعد عملية إطلاق نار... المزيد
  • 11:14 . برشلونة يفرط في التقدم وينقاد للتعادل مع سيلتا فيغو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 11:05 . جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء خمس قرى جنوب لبنان تمهيداً لقصفها... المزيد
  • 10:58 . سلاح الجو الأمريكي يرصد مسيرات مجهولة فوق ثلاث قواعد جوية في بريطانيا... المزيد
  • 10:50 . قمة كوب29 تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ... المزيد
  • 01:45 . توتنهام يسحق السيتي على ملعب الاتحاد وفوز أرسنال وتشيلسي في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 01:29 . الإمارات تؤكد اختفاء الحاخام اليهودي دون ذكر جنسيته الإسرائيلية... المزيد
  • 01:16 . موقع أمريكي: ترامب صُدم لوجود أسرى إسرائيليين على قيد الحياة... المزيد
  • 01:04 . الشارقة يظفر ببطولة الأندية الآسيوية الأبطال لكرة اليد... المزيد
  • 12:57 . تحقيق إسرائيلي يُرجح مقتل الحاخام اليهودي على يد خلية إيرانية في دبي... المزيد
  • 12:33 . دوري أدنوك.. الجزيرة يسحق عجمان ودبا الحصن يحقق فوزه الأول... المزيد
  • 09:37 . صحف بريطانية: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو زلزال هز العالم... المزيد

أكاديمي أمريكي: التطور المادي في الإمارات يقابله قمع الحريات الأكاديمية

أرشيفية
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-10-2018

قضى «جون ناجل» الحاصل على درجة الدكتوراة في الأنثروبولوجيا من جامعة كوينز، حوالي أربعة أشهر أستاذًا زائرًا في إحدى الجامعات الإماراتية، ويروي في مقال نشر على موقع «the conversation» الأمريكي ما تعلمه من تلك التجربة، لا سيما بعد القبض على أحد طلاب الدكتوراة في الدولة بسبب موضوع بحثه.

جدير بالذكر أن الكاتب ذكر على هامش المقال أنه لا يعمل لحساب أي شركة أو منظمة قد تستفيد من هذا المقال، وأنه كذلك لم يتلق أي تمويل من أي مؤسسة.

يقول الكاتب إن قضية «ماثيو هيدجز» طالب الدكتوراة البريطاني الذي اعتقل ووضع في الحبس الانفرادي بتهمة التجسس، تكشف عن القيود الشديدة حد التطرف المفروضة على الحرية الأكاديمية في الإمارات العربية المتحدة، وعلى الرغم من بشاعة مأزق «هيدجز»، فإنه ليس صادمًا في سياق المراقبة المتمرسة في النظام الملكي في دول الخليج الغنية بالنفط.

يذكر الكاتب أنه بعد قضاء أربعة أشهر أستاذًا زائرًا في الجامعة الوطنية في الدولة، ووجد العديد من الجوانب التي تستحق الإعجاب في الجامعة، حيث يقوم طاقم الجامعة بإجراء الأبحاث في حرم الجامعة المزودة بمرافق رفيعة المستوى لدرجة إثارة الرهبة، والتقدير، وكذلك الغيرة في نفوس الأساتذة الزائرين، فضلاً عن أن الطلاب المتحمسين للغاية يجعلون التدريس مثمرًا.

إلا أن تلك المميزات تأتي على حساب الحرية الأكاديمية، إذ عادة ما يمنع الأكاديميون من دخول البلد بسبب تصنيفهم بـأنهم «تهديدات أمنية»، ويجد الأكاديميون أنفسهم قيد الاعتقال والحبس التعسفي بسبب نشاطهم في مجال حقوق الإنسان، علاوة على تطبيق نظام المراقبة بانتظام على الأكاديميين أنفسهم، وكذلك الأحداث العلمية، ويقول إنه شهد بنفسه خلال فترة تواجده في الإمارات، فرض بعض القيود غير المعلنة على الإنترنت واستخدام برنامج سكايب.

يشير الكاتب في إلى أن تلك القيود المفروضة على الحرية الأكاديمية مدفوعة بشدة من هوس السلطات بقمع أي نشاط يشتبه في تهديده الأمن والسلطة؛ بطبيعة الحال، ثارت حفيظة الدولة بسبب الفوضى التي أطلقتها احتجاجات ومظاهرات الربيع العربي، وصارت على استعداد لفعل أي شيء لوقف تصديرها إلى بلدهم.

ويضيف الكاتب أن أي محاولة تنديد أو معارضة موجهة ضد النخب الإماراتية، أو حتى المطالبة بالمزيد من الحريات، يمكن أن تؤدي إلى حملات أمنية، ولا شك أن المساحات التي بإمكانها تعزيز الديموقراطية على الإنترنت، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، تعد موضع شك بصفة خاصة، ففي عام 2012، جعل القانون السيبراني السجن عقوبة مقبولة لأي خطاب يشتبه في كونه «مضرًا بالدولة».

يعود الكاتب إلى قضية «هيدجز»، ويذكر أن المدعي العام للدولة أعلن أن «هيدجز» -طالب الدكتوراة- متهم «بالتجسس لصالح دولة أجنبية وبالنيابة عنها»، وأنه عرض «الأمن العسكري والاقتصادي والسياسي لدولة الإمارات المتحدة» للخطر.

 يقول الكاتب في هذا الشأن، إن بحث «هيدجز» معني بالتحقيق في أثر الربيع العربي على الإستراتيجية الأمنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يضرب بوضوح عصبًا حساسًا لدولة الإمارات، علاوة على أن القبض عليه يعد رسالة قوية مفادها أن الدولة على استعداد لتقليص حرية تعبير الأكاديميين.

حدود الحرية الأكاديمية

يعلق الكاتب أنه بصفته أكاديميًّا متخصصًا في مجال العلوم الاجتماعية، تعود على التفكير بتفاؤل بشأن الجامعات باعتبارها حصونًا لحرية التعبير والتفكير النقدي، وبعد قضائه عددًا من الشهور في جامعة الإمارات الوطنية، سرعان ما اكتشف أن التعليم في الإمارات له يوظف بطريقة مختلفة إلى حد ما، فبدلاً من تشجيع التفكير النقدي، يعتمد التعليم هناك على المنطق التكنوقراطي، ومن المفترض أن التعليم في المجتمع يساعده على حل مشكلاته الاجتماعية المعقدة، والحفاظ على الوضع الراهن.

على سبيل المثال، حوالي 90% من الطلاب بجامعة الإمارات الوطنية، هم من النساء، ويتم فصل الذكور عن الإناث في الحرم الجامعي، وبالتالي، بعد الدراسة الجامعية من المفترض أن تكتسب المرأة المهارات العملية التي تساعدها على الاندماج في القوى العاملة دون أن تفقد دورها التقليدي باعتبارها أمًا وزوجة.

إلا أن الحكومة بتوجهها هذا، ربما تخوض معركة خاسرة، إذ تنخفض معدلات الزواج في الإمارات العربية المتحدة، علاوة على أن نسب الطلاق في الإمارات هي الأعلى في المنطقة، إذ تطالب النساء بمزيد من الاستقلال، ومن خلال خبرته في التدريس، وجد أن الطالبات الإناث تعملن بجد واجتهاد بشكل مذهل، وطموحين للغاية تدفعهم زيادة فرص العمل، وبالتالي احتلت قضية حرية التعبير مركزًا تاليًا لدى الطلاب.

إغراء أبوظبي للمؤسسات العالمية

يقول الكاتب نظرًا لأن ثمة العديد من الطلاب الأثرياء الذين يحرصون على اكتساب مؤهلات من المؤسسات العالمية، تعد الإمارات العربية المتحدة وجهة جذابة للجامعات البريطانية التي تعاني من ضائقة مالية، ففي سبتمبر (أيلول) على سبيل المثال، افتتحت جامعة برمنجهام حرمًا لها في دبي، إلا أن الحرية الأكاديمية مسألة حتمية ستواجه تلك المؤسسات العالمية، إذ برز عدد من القضايا الشهيرة المشابهة في جامعة نيويورك في أبوظبي، منذ افتتاحها في عام 2008.

يؤكد الكاتب أنه استمتع كثيرًا بخبرته الأكاديمية، والوقت الذي قضاه في الجامعة الوطنية بالإمارات العربية المتحدة، وليس لديه أي شكوى شخصية بشأن تجربته هناك، لكنه سرعان ما تعلم حدود الحرية الأكاديمية، ويعبر عن رغبته في العودة مجددًا، إلا أنه يخشى أن حتى كتابة مثل هذا المقال كفيلة بأن تضعه تحت بند المعارضة، ومخالفة السلطات الإماراتية.

ويختتم ومؤكدًا على أن بعض الأكاديميين البريطانيين الموجودين في المملكة المتحدة منعوا بالفعل من دخول دولة الإمارات، بسبب تأييدهم لانتقادات للحكومة، وكما يتضح من قضية «هيدجز»، فإن البحث في موضوعات تعتبر حساسة للسلطات الإماراتية تؤدي بالضرورة إلى عواقب مخيفة.