تصاعدت الدعوات الرافضة لحملة «السترات الحمر» في تونس، حيث كشف سياسيون ونشطاء عن ارتباط قادتها بأحد القياديين في «نداء تونس»، فيما اعتبر آخرون أنها جزء من الصراع الدائر بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وتحدث طرف ثالث عن "تلقيها تمويلا من الإمارات لإثارة الفوضى في البلاد"، كما ربطوها بزيارة رجل الأعمال نجيب ساويرس الملقّب بـ«عراب الانقلاب المصري»، إلى الرئيس التونسي ومقر حزب نداء تونس.
وحددت السترات الحمر اليوم (17|12)، (ذكرى انطلاق الثورة التونسية) كبداية لسلسلة احتجاجات ستخوضها في عدد من المدن التونسية بهدف الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبها.
إلا أن هذه الحملة لم تلق تجاوبا كبيرا من قبل الفاعلين في الشأنين السياسي والاجتماعي، إذ سرعان ما تناقل سياسيون ونشطاء صورا لأحد قادتها (نجيب الدزيري) مع المنسق العام لحزب نداء تونس، رضا بلحاج، في إحدى الحانات، كما أكدوا أن الدزيري يعمل في قناة «نسمة» التابعة لنبيل القروي أحد مؤسسي حزب نداء تونس.
وكتب المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحناشي «تعيش البلاد على وقع حرب باردة فنتمنى ألا تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، فالرعاع والدهماء بالمرصاد، متحفّزة لاقتناص الفرصة (والدخول على الخطّ) لتمارس التخريب والسطو والعنف. وسيكون الخاسر الأكبر كالعادة أبناء الشعب الغلبان، اما مشعلو الفتن فلهم من الإمكانيات ما يسمح لهم بتحصين أرزاقهم وممتلكاتهم وعائلاتهم».
ودوّن رشيد الترخني رئيس حزب جبهة الإصلاح «إذا كان الفرنسيون في حاجة إلى السترات الصفراء للتعبير عن مطالبهم، فلا شك أن العرب في حاجة أشد الى رفع سترات الجهل والتخلف والخنوع».
ومن جهته، انتقد رضوان المصمودي، الباحث المقرّب من حركة النهضة قيادات حركة السترات الحمراء، حيث وصفهم بقوله «مجرمون بأتمّ معنى الكلمة، وعملاء الإمارات لإحباط التجربة الديمقراطيّة في تونس».
وكان المصمودي استنكر قبل قيام زيارة ساويرس لتونس، حيث دوّن «الحذر الحذر يا توانسة. نجيب ساويرس كان الداعم الأوّل والمموّل الرئيسي للانقلاب العسكري في مصر. ربّي يستر ويحفظ بلادنا».
مو كشفت مصادر إعلامية أن السلطات التونسية تمكنت من الكشف عن اعتمادات مالية ضخمة من شخصيات معروفة بالفساد المالي والسياسي، لتمويل احتجاجات كبيرة في تونس، خلال الأيام المقبلة.
وكان موقع «ميدل إيست آي» البريطاني حذّر قبل أيام من ما أسماه «انقلاب خليجي في تونس». وأشار إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي تلقى أخيرا «إغراءات عدة» من السعودية والإمارات، مؤكدا أن التجربة الديمقراطية الوليدة في تونس ما زالت تشكل «شوكة» في حلق الديكتاتوريات العربية.