أحدث الأخبار
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد

عملية بحث مشروعة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-08-2014

في كل الظروف والحالات والأوقات الناس كل الناس يبحثون عما يفتقدونه، يبحثون عما ينقصهم أو عما يكمل نقصهم من وجهة نظرهم واحتياجاتهم ومشاعرهم ومعارفهم وثقافتهم وليس من وجهة نظرنا أو ثقافتنا، ولذلك فعلينا أن نتوقف عن تقييم الآخرين وفق معاييرنا أو وضعهم ككتلة واحدة على موازيننا الشخصية ، كل شخص يأتي إلى هذه الحياة ويمنح فرصة العيش والتنفس والحلم والحركة والتنقل يكون مستعدا أو لديه استعداد لتكوين قناعاته وتأسيس موازينه التي يعيش ويتحرك وفقها ، ولذلك فنحن حين ننتقد الآخرين في كل حركاتهم وسكناتهم وذوقهم في اختيار ملابسهم وأصدقائهم وأزواجهم إنما نطبق عليهم موازيننا الخاصة وهنا يكمن الخطأ والخطيئة معاً.

بخلاف أن لدينا تعليمات وتنبيهات في الدين والعادات والخلق ، فإنه من الصعب أن نجعل الجميع يحبون الشيء نفسه ويفضلون الذوق ذاته ، ذلك ضد حركة الحياة والعقل والسياسة والاقتصاد ، وتعتبر قضية التهكم ونقد تصرفات الآخرين وفق ثقافة النميمة واحدة من أكثر خصوصياتنا كشرقيين، نتناول فطورنا ثم نتفق مباشرة على جلسة أصحاب فيما يسمى عندنا بـ ( شاي الضحى ) او عند الإنجليز بـ ( شاي الساعة الخامسة ) وهات يا نميمة ، وعند انتهاء الجلسة تتبرع واحدة لتذكر المجموعة بدعاء ( ختم المجلس ) وكأنهن كن يناقشن كتاب صحيح البخاري.

في الغرب كما في الشرق الكل ينم وينتقد ويتهكم ولا يعجبه العجب في الآخرين ، لكن الغرب محكوم بأفكار تعتبر قوالب اجتماعية ومحددات جزء كنها ثقافة وجزء قانون وجزء له صلة بطبيعة الشخصية الغربية أو المسيحية عموماً ، احترام خصوصية الآخرين أحد هذه القوانين والحرية كذلك، فكل إنسان حر في ارتداء ما يشاء واختيار ما يريد والايمان بما يحب ، وليس لأحد أن يتدخل أو ينتقد، أما نحن الشرقيين أو العرب بشكل عام فسلطة العائلة ونفوذ علاقات القرابة تمنح الكثير الحق في التدخل في قراراتك وخياراتك : لزوجتك ، لزوجك ، لاصدقائك ، لتخصصك الجامعي ، لموضة ثيابك وللبلاد التي تفكر بقضاء شهر العسل فيها أو إجازتك الصيفية وعليك أن تسمع وتحترم آراء الجميع وربما أجبرت على الأخذ بها.

يكبر الصغار عندنا على عدم القدرة على الاختيار ولذلك ينشرون على التردد والحديث بصوت لا يكاد يسمع على اعتبار أن ذلك من الأدب ، مع أن ذلك ليس سوى تعبير عن ضعف الشخصية ، فاذا جلس مع أهله في المطعم لا يعرف أي الطعام يختار ، واذا دخل محل ثياب لا يعرف، وإذا أراد الزواج اختارت له أمه، واذا اراد السفر حجز له والده ودفعت له أخته، وفي النهاية مطلوب منه أن يؤسس عائلة وينجب أطفالا يعلمهم الاستقلالية والاعتماد على النفس والاعتداد بالرأي مع العلم أن فاقد الشيء لا يعطيه سلفاً.

ويجلس هذا الذي لا يعرف كيف يختار ربطة عنقه أو المطعم الذي سيتناول فيه عشاءه ليتهكم وينتقد الآخرين انطلاقاً من ضحالته وضعف شخصيته ، فإذا تأملت زوجته وجدتها متسلطة ومتعجرفة تتحدث بصوت عال وبطريقة منفرة فتتساءل مالذي أعجبه فيها ثم تكتشف أن الإنسان يبحث عما يكمله دائماً، ومن هذا المنطلق نعرف جميعاً أن كثيراً من الذين يدمنون التسوق أو الذين يبحثون عن أغلى الثياب والحقائب والماركات العالمية فانما يبحثون في الحقيقة عما يسد عيوباً يعلمونها في تكوينهم الشخصي والذين يدمنون الثرثرة أو استمرار التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي انما يكملون نقصاً حاداً أو جوعاً خفياً للتواصل والشعور بالانتماء للجماعة والعائلة والأصدقاء.