كشف سفير الدولة لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة عن ارتفاع الرحلات الأسبوعية بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى 152 رحلة أسبوعياً، وهو رقم يتجاوز عدد الرحلات المعلن عنها رسمياً بنسبة تتجاوز 200%.

جاء ذلك في تصريحات للعتيبة خلال جلسة حوارية لمبادرة "إن 7" في المعهد الأطلسي، بالذكرى الثالثة لتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، التي تحل غداً الجمعة الذكرى الثالثة لتوقيعها.

وأكد العتيبة أن الرقم حقيقي، وأنه لم يكن ليصدقه قبل أن يكلف فريق عمله مرتين للتأكد من صحة الرقم قبل الحديث عنه، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول سبب ارتفاع العدد بهذا الشكل، وعن الدور الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في البلاد والمنطقة.

وأضاف العتيبة "من صفر طائرات قبل ثلاث سنوات إلى 152 طائرة أسبوعيًا، المزيد من الجولات والمزيد من التجارة، المزيد من الأشياء التي لم تكن موجودة من قبل (...) قطاع الأعمال لديه القدرة الذاتية على تطوير نفسه وليس علينا التدخل".

وبلغ عدد المسافرين الإسرائيليين إلى الدولة خلال عام 2021 حوالي 269 ألف مسافر، مقابل بضعة آلاف من الإماراتيين سافروا إلى هناك.

في المقابل يعيش في الإمارات حوالي 3.5 مليون هندي يشكلون أكثر من 30% من إجمالي سكان الدولة، وتصل عدد الرحلات الأسبوعية بين الإمارات والهند حوالي 420 رحلة أسبوعياً، حيث ترتبط الإمارات بالهند علاقات تاريخية واقتصادية كبيرة تمتد إلى ما قبل تأسيس الاتحاد قبل 52 عاماً.

ووصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والهند إلى 188.8 مليار درهم خلال 2022، بينما بلغ التبادل التجاري مع الاحتلال الإسرائيلي خلال نفس الفترة حوالي 2.5 مليار دولار فقط.

وأبدى المشاركون في المبادرة ذهولهم من الرقم الذي كشفه العتيبة. ويشير الرقم إلى أن متوسط الرحلات يتجاوز 21.7 رحلة يومياً، و650 رحلة شهرياً.

وكانت وزيرة النقل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي "ميري ريغيف" قد وافقت أواخر مارس الماضي على إضافة سبع رحلات جوية أسبوعية بين تل أبيب ودبي لموسم الصيف الماضي، الذي يشهد ارتفاعاً في عدد المسافرين، ما رفع حينها عدد الرحلات بين الوجهتين إلى 49 أسبوعيا.

وكان سفير الاحتلال لدى أبوظبي أمير حايك قد ذكر في يونيو الماضي أن مليون إسرائيلي زاروا الإمارات خلال 2022.

ولا توجد مؤشرات بشأن ارتفاع عدد المسافرين الإسرائيليين إلى الدولة، في ظل الرفض الشعبي لتواجد الإسرائيليين في البلاد، خصوصاً مع تزايد انتهاكات حكومة الاحتلال للفلسطينيين خلال الأشهر الأخيرة.

وذكرت تقارير عبرية نهاية مارس الماضي أن حركة الطيران بين دولة الاحتلال الإٍسرائيلي ودولتي الإمارات والبحرين متوقفة خلال النصف الأخير من مارس، مرجّحة أن يكون السبب عائداً لغضب قادة البلدين من سياسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

اعتراف بالفشل

وقال العتيبة خلال الندوة إن تأثير الإمارات على قرارات الاحتلال الإسرائيلي بشأن الضم أصبح محدوداً للغاية، مشيراً إلى أن المسؤولية الآن باتت ملقاة على مطبعي المستقبل، في إشارة إلى السعودية.

وأضاف العتيبة: "اتفاقنا بشأن التطبيع مقابل وقف الضم كان ضمن فترة زمنية معينة، وقد انتهت، وليس لدينا كمّ النفوذ الذي كان لدينا عند التوقيع"، معتبراً أن "الاتفاقيات الإبراهيمية (التطبيع) كسبت الوقت من أجل حل الدولتين، ولكن أصحاب الحل هم أصحاب القضية أنفسهم".

وتابع العتيبة في تصريحاته أن أبوظبي بنت الأسس في السنوات الثلاث الماضية في العلاقات التجارية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن قيمة التجارة الثنائية بين البلدين بلغت 3 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 مليارات دولار.

ولفت إلى أن أبوظبي وقّعت 120 مذكرة تفاهم مع الاحتلال خلال ثلاث سنوات، مضيفاً: "بنينا الأسس في السنوات الثلاث الماضية في علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع إسرائيل". وقال: "أنا متفاجئ بسرعة قبول البلدين والمجتمعين لبعضهما البعض ثقافياً، حيث نرى حفلات زواج إسرائيلية في بلادنا".

ووقعت أبوظبي والمنامة في 15 سبتمبر 2020 اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.