أحدث الأخبار
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد

الوكلاء الحصريون للحقيقة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

الحياة مليئة بنماذج لا تعد ولا تحصى من البشر، ليسوا مختلفين في ألوان بشرتهم وأوزانهم وأطوالهم وبصمات أصابعهم فقط، هم مختلفون في ذائقتهم وتذوقهم ونظرتهم للحياة وتفكيرهم في كل شيء، ذلك ليس عيبا ولا خللا جينيا في سلسلة الجنس البشري، فالله خلق الناس مختلفين وسيبقون كذلك، ولذلك خلقهم (حسب النص القرآني)، يرى الله إلى هذا الاختلاف باعتباره الحافظ الوحيد لسيرورة الحضارة والحياة وسبب الوجود الإنساني على الأرض، ويراه سبباً أساسياً للالتقاء والتعارف والتقارب (ايضا بنص القرآن) الغريب في بعض البشر أو كثير من البشر الذين يتكلمون باسم الله (كذباً) أنهم يرفضون هذا الاختلاف ويريدون لكل البشر أن يكونوا على شاكلتهم، يرتدون ثيابهم، يفكرون مثلهم، ويلغون عقولهم تماما كما ألغوها هم، هذا المنطق ليس جديدا فقد اعتنقه رجال الكنيسة في العصور الوسطى في أوروبا، وبسببه أحرقت كتب، وقتل علماء وسجن مفكرون وتخلفت أوروبا قروناً، التحضر الإنساني لا يكون إلا حين تحترم إرادة الله، وحين يحترم الاختلاف!
 كل هذه الحروب اللعينة التي نشهدها، كل هذه الأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل والمدن التي تدمر والحياة التي يتم تخريبها بإصرار تحدث للسبب ذاته، بسبب قناعة البعض بأنهم الوكلاء الحصريون للحقيقة والحق والهداية، وأن الآخرين ليسوا سوى خراف معدة للنحر لأنهم ضلوا الطريق، ثنائية (الفرقة الناجية والفرق الضالة) أوقدت أكثر الحروب فتكاً في مسيرة الجنس البشري بغض النظر عن مسمى المعتقد أو الدين، فالفكرة موجودة ومبذورة في أكثر العقول ظلامية في مختلف الثقافات والعقائد، ولا أحد للأسف يريد أن يلتفت إلى الوراء ليسمع خلفه أنين ملايين الضحايا الذين دفعوا حياتهم مقابل فكرة شيطانية: إما أن تكون معي ومثلي وإما أن تموت كحيوان بائس !

علينا ألا نتباهى كثيرا بالتعليم وشهادات الجامعات العريقة التي حصلنا عليها من الشرق والغرب ولا بالسكن في أكثر المساكن ترفا وارتداء أكثر الثياب فخامة، فتحت كثير من هذه الثياب تستقر عقول مازالت تمد جذوراً ضاربة في عمق العنصرية ونبذ الآخر على أساس العرق واللون والانتماء الطائفي والمذهبي، ولا يزال هناك من يقف أمام أبنائنا وبناتنا في افضل الجامعات ليعلمهم كيف يفكرون وكيف يبحثون عن الحقيقة فإذا ااختلف معه طالب أو صديق أو حد متابعيه على الفيسبوك أظهر له الوجه الآخر من الكائن الذي لا علاقة له بالحضارة والثقافة والحقيقة، وفي الحقيقة فإن التحضر هو حضارة الروح والعقل والأخلاق والقناعات قبل أي شيء آخر!

اليوم تقدم لنا مواقع التواصل الاجتماعي نفسها باعتبارها أحد الموجات الكبرى في تطور الإعلام والتواصل الإنساني، كما تقدم للمواطن العربي الذي ظل يشتكي قمع الأنظمة وشموليتها فرصة ذهبية ليقول رأيه بحرية ويعرض ما عنده ببساطة بل وزادت له أكثر عندما رفعت شعار إعلام المواطن حيث على مواقع التواصل هذه كل مواطن إعلامي وصحفي ومراسل، لكن الإنسان لا يريد أن يتخلى عن تشبثه بتلك الفكرة الشيطانية (احتكار الحقيقة) فكثيرون يعدون بالآلاف يرون الى أنهم هم أهل الحق وهم أنصار الدين وهم الوطنيون لا غيرهم والباقون خونة ومرتزقة وفاسدون، فلا رأي سديد إلا رأيهم ولا منهج سليم إلا منهجهم، بينما البقية أبالسة وشياطين وكفرة ويجب إعدامهم بالرصاص أو الشتائم والتهم!

إن نظرية (أبلسة أو شيطنة الآخر) هي الوقود الفعال لكل هذه الاقتتالات والفتن التي نشتعل بها وفيها، ولا مخرج ولا حل إلا باقتلاع جذورها!