أعلنت دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، يوم أمس الخميس، بدء مفاوضات رسمية للتوصل إلى اتفاقية شراكة استراتيجية بين الطرفين، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في أبوظبي جمع وزيرة الدولة الإماراتية لانا نسيبة، ودوبرافكا سويكا مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت نسيبة، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إلى أن بدء هذه المفاوضات يمثل محطة رئيسية في مسيرة تطوير العلاقات بين الجانبين، مؤكدة أن التعاون الإماراتي الأوروبي يشكل ركيزة للاستقرار والازدهار وخلق الفرص على المستويين الإقليمي والعالمي.

وجدّدت نسيبة تأكيد التزام بلادها بتوسيع مجالات التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مرحّبة بالجهود المبذولة في بروكسل لبدء مفاوضات مع دول مجلس التعاون الخليجي لإبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة.

كما أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر شريك استثماري للإمارات وثاني أكبر شريك تجاري لها عالمياً، معربة عن تطلع الإمارات إلى بناء شراكة اقتصادية متينة تشمل مجالات مستقبلية متعددة. وذكرت أن الاتفاقية المنتظرة ستؤسس لإطار منظم للتعاون في مجالات مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

وأشارت نسيبة إلى أن العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي تتجاوز المصالح الاقتصادية، إذ تشمل تعاوناً في مجالات الاستقرار العالمي والإغاثة الإنسانية، مؤكدة استعداد بلادها للعمل بشكل وثيق مع الاتحاد وفق مبادئ الاحترام المتبادل والرؤية طويلة الأمد.

من جانبها، وصفت المفوضة الأوروبية دوبرافكا سويكا الإعلان عن بدء المفاوضات بأنه خطوة متقدمة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، مشددة على أهمية وضع أجندة حديثة وطموحة تعزز مكانة الشراكة الإماراتية الأوروبية.

وأكدت سويكا أن الإمارات تُعد شريكاً محورياً للاتحاد الأوروبي في مجالي التجارة والاستثمار، فضلاً عن دورها الحيوي كجسر يصل أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا.

وأضافت أن المفاوضات تهدف إلى إرساء إطار شامل للتعاون في مجالات البحث والابتكار والطاقة والذكاء الاصطناعي والرقمنة والعمل الإنساني والتعليم.

كما أوضحت أن اتفاقية التجارة الحرة المرتقبة ستفتح الباب أمام تعاون أوسع في مشاريع إقليمية تمتد عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يسهم في التصدي للتحديات المشتركة واستثمار الفرص الاستراتيجية.

وفي منشور لها على منصة "إكس"، أكدت سويكا التزام الاتحاد الأوروبي ببناء إطار عمل طموح يعمق التعاون في مجالات الطاقة والرقمنة والأمن والاتصال والتبادل بين الشعوب.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي يُعد ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات، إذ بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما نحو 67.6 مليار دولار في عام 2024، بزيادة 3.6% مقارنة بعام 2023، ما يمثل 8.3% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية للدولة، وفق بيانات وزارة الخارجية.