أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن الإمارات لا تتطلع إلى نفوذ منفرد، لكنها تتطلع إلى منطقة خليجية بدور سعودي مهم، ومنطقة عربية بدور مصري مهم، على حد قوله.
وكان ولي عهد أبوظبي أشار في كلمة بمناسبة توحيد القوات المسلحة الإماراتية التاسعة والثلاثين نشرتها مجلة "درع الوطن" الصادرة عن القوات المسلحة إلى أن "نظاما إقليميا جديدا يتشكل في المنطقة" نافيا سعي الإمارات لتحقيق أي مكسب أو مكانة أو دور أو نفوذ.
واعترف قرقاش الذي يتحدث في حلقة جديدة من برنامج «بصراحة» الذي يذاع، مساء اليوم الأحد، على قناة «سكاي نيوز عربية»: أن الحوثيين جزء من العملية السياسية في اليمن، لكن وفقاً لحجمهم الطبيعي وليس اعتماداً على السلاح، مشدداً على رفض وجود ميليشيات جنوب الجزيرة العربية على غرار «حزب الله».
وأضاف «يمكن الوصول إلى حل سياسي في اليمن من دون إيران»، مشيراً إلى انتظار 22 سفينة إماراتية محملة بالإغاثة الدخول إلى الموانئ اليمنية. وتابع: «في يناير الماضي ظهرت أدلة على وجود منصات صواريخ لدى الحوثيين، موجهة نحو السعودية».
ووصف قرقاش دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لقادة الخليج للاجتماع في كامب ديفيد بـ«الإيجابية»، لكنه قال إن الحكم النهائي سيكون على النتائج. وأضاف: «إذا كانت نتائج اجتماع كامب ديفيد مجرد تصريح عام عن أمن المنطقة وحديث عن منظومات الدفاع فهي ستكون نتائج متواضعة». ويرى قرقاش أن العلاقة بين دول الخليج وواشنطن علاقة طردية، فإذا كان الخليج يحتاج إلى واشنطن، فإن واشنطن أيضاً بحاجة إلى الخليج.
وأكد أن دول الخليج ستطالب في اجتماع كامب ديفيد بالتزام سياسي أميركي بأن نتائج هذا الاتفاق تضمن سياسة إيرانية أقل تمدداً تحترم جيرانها العرب، قائلاً: إن الإشكالية الرئيسية في العلاقات بين إيران والعالم العربي هي الرغبة الإيرانية في التمدد. وأضاف قرقاش: «الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب يخلق ديناميكية جديدة تقول المؤشرات إنها ليست في صالح معسكر الاعتدال في إيران». وأشار إلى أن الاتفاق النووي سيساعد على التمدد الإيراني خارجياً، على حساب الشأن العربي.
وتعليقاً على الوضع في سوريا، قال: «لا أعتقد أن هناك حلاً قريباً للأزمة في سوريا، والتحركات الحالية لم تصل بعد إلى مستوى الحل النهائي».
وأضاف قرقاش: «سقوط الأسد لا يعني سقوط سوريا في قبضة الجماعات المتطرفة، وهناك مجال لطريق وسط بين الطرفين»، لافتاً إلى عدم تخلي إيران عن نظام الأسد لأن ليس لها بدائل أخرى.
ورأى قرقاش: أنه لا يمكن تصور منطقة عربية معتدلة وآمنة من دون أن تكون مصر مستقرة ومزدهرة، زاعما: «لو استمر الإخوان في حكم مصر لكان الوضع العربي حالياً أكثر سوءاً».
و يشير مراقبون أن الانقلاب استطاع إزاحة الإخوان من السلطة منذ نحو عامين ولكن لا تزال مصر تفقد تأثيرها الإقليمي والدولي وتغرق في مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية داخلية وخارجية، وأن الوضع العربي أكثر سوءا وتدهورا بعد الانقلاب، وأن كل ما يقوله مسؤولون إماراتيون يهدف للدفاع عن أنفسهم بدعمهم للانقلاب ليس أكثر.