أحدث الأخبار
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد
  • 10:15 . إثر تعرضهم لحملات تشويه.. نشطاء أوربيون يفتحون ملف تجسس أبوظبي ويطالبون بمحاسبتها... المزيد
  • 09:56 . أسرى الاحتلال لدى القسام في رسالة لنتنياهو: آن الأوان للتوصل إلى صفقة تخرجنا أحياء... المزيد
  • 08:36 . السودان يطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث "عدوان أبوظبي"... المزيد
  • 08:27 . جيرونا ينتزع وصافة الدوري الإسباني من جاره برشلونة مؤقتا... المزيد
  • 07:19 . صحيفة عبرية: بن غفير حرض على قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:28 . تديره شركة إماراتية.. الإمارات تدين بشدة الهجوم على حقل للغاز في كردستان العراق... المزيد
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد

لماذا تفضل قاعدة السعودية «داعش»؟

الكـاتب : جمال خاشقجي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

جمال خاشقجي

منذ 2003 والسعودية تعاني من «القاعدة»، فما الجديد والمهم في بيان وزارة الداخلية عن تفكيك تنظيم إرهابي جديد الثلثاء الماضي؟ أولاً إنه «تنظيم» وليس مجرد خلايا نائمة كما وصف الأمن السعودي شبكات عدة كشف عنها أكثر من مرة وهو يلاحق التنظيم الأم الذي ضرب ضربته الأولى في مثل هذا الشهر بالعاصمة السعودية الرياض قبل 11 عاماً، واستمر نشاطه قتلاً وتفجيراً بضعة أعوام بعدها حتى خبا نجمه بعد 2006، مع محاولات مستميتة منه بعدها لإثبات وجوده، بعمليات اغتيال أو التخطيط لتفجيرات فشل معظمها، وفككت خلاياها حتى اضطر أنصاره للفرار خارج المملكة، خصوصاً إلى اليمن. 

ثانياً، إنّ له «أميراً» تلقى البيعة من أتباعه وفق بيان الداخلية، ولكن لم يكشف عن هوية الأمير الذي تم القبض عليه من دون مقاومة، هل هو «شيخ» بخلفية شرعية أم مجرد شاب مقاتل مجهول؟ ولكننا نعرف توجه التنظيم، فهو مرتبط بـ «داعش»، ذلك التنظيم الممتد من العراق إلى سورية باسم «دولة العراق والشام الإسلامية»، وبالتالي فهو تنظيم تكفيري شديد التطرف، إنه «القاعدة» في تحولها إلى الأسوأ، وهي غير «القاعدة» الأصلية التي تقل عنه تكفيراً وتطرفاً، وليس هذا مديحاً لها أو تقليلاً من شرها، ولكنه شرح ضروري للتفريق بينهما حتى نتمكن يوماً من اقتلاعهما معاً فكراً وتنظيماً من محيطنا العربي المسلم. 

ويبقى السؤال مشروعاً حول الأسباب التي دعت هذا التنظيم الناشئ إلى الارتباط بـ «داعش» بينما هناك اختيار آخر هو «جبهة النصرة» المحسوبة على «القاعدة» أيضاً، وحصلت على رضا زعيم التنظيم الدولي أيمن الظواهري وقبوله، وهو تنظيم متطرف ولكن يمكن وصفه بأنه «قاعدة على خفيف»، فهل السبب أن «داعش» أفضل تنظيماً وأنشط دولياً ومحلياً وله بنية تحتية أقدر على التجنيد ونقل المتطوعين إلى سورية والعراق؟ أم إن مدرسة القاعدة السعودية أقرب إلى منهجها التكفيري من «النصرة» التي تتحول تدريجاً إلى تنظيم جهادي يركز على محاربة النظام السوري ومستعد للتعاون مع فصائل المقاومة الأخرى، خصوصاً الإسلامية منها، ويؤخر مثلها موقفه الرافض الديموقراطية؟ ويبدو أن ذلك مع العمليات الانتحارية آخر ما تبقى له من صفات تجمعه بـ «القاعدة». 

في بداية نشاط «القاعدة» في المملكة، لوحظ أنها استهدفت فقط المجمعات السكنية التي يقطنها أجانب، فاعتقد البعض أنها لا تكفّر عموم المسلمين، وأن فعلها هذا إرهاب سياسي للضغط على الحكومة، ولكنها ما لبثت أن شرعت في استهداف رجال الأمن، وأفتى «شيوخها» بجواز ذلك، وبلغ ذلك مداه بعملية انتحارية استهدفت إدارة المرور بالرياض قتل فيها 5 سعوديين في أيار (مايو) 2004، تلتها بأشهر عدة محاولة فاشلة لاقتحام وزارة الداخلية، ما يعني أن «التكفير» كان حاضراً وبقوة في ذهن أصحاب هذا وهم يسعون إلى قتل مسلمين سعوديين مثلهم، إنها الحال الذهنية نفسها التي تعيشها «داعش» في العراق وهي تقاتل «الصحوات»، وتلك في سورية التي تقاتل وتعدم المقاتلين الأسرى حتى لو كانوا من «شقيقتها» جبهة النصرة. 

إن إصرار قاعدة السعودية على تفضيل «داعش» على رغم كل الشبهات التي تدور حولها، وأنها مخترقة ولا تقاتل النظا السووري، لافت للنظر، على رغم أن هذه الشبهات لا تصدر فقط عن مسؤولين وإعلاميين سعوديين ينظرون إليهم شذراً وأنهم تبع للنظام وأبواق مأجورة، وإنما من «جهاديين» مثلهم وشيوخ يتعرض بعضهم لسيل من الاتهامات من إعلاميين وكتّاب محليين في إطار صراع التيارات النشط في البلاد هذه الأيام. إن جولة سريعة في شبكات الإعلام الاجتماعي «التي ساعدت الداخلية أيضاً في تتبع خيوط التنظيم» تكشف عن جدل جارٍ بين «رفقاء السلاح وإخوان العقيدة»، وتبادل قبيح للاتهامات يصل حد التكفير والتخوين بل والقتل أيضاً، فما أكثر من قتل من الجهاديين واستعرضت «داعش» في شكل مقزز رؤوسهم المقطوعة، ولعل ذلك يشرح ما جاء في بيان الداخلية السعودية عن أن التنظيم كان يهدف إلى اغتيال «شخصيات تعمل في مجال الدعوة» فمن هي هذه الشخصيات؟ إن معرفتها والسماع منها يسمح لنا بتقرير ما إذا كانت هي حرب تصفيات مقبلة بين تنظيمات متطرفة، أم إنها حرب التطرف على الوسطية التي هي السد الفكري لمنع استشراء هذا الوباء. 

الملاحظة الأخيرة والمهمة، هي أن التنظيم جمع 900 ألف ريال فقط، وهذا خبر طيب، بالمقارنة مع الأخبار السيئة السابقة الذكر، فهذا المبلغ متواضع جداً لمهمات تنظيم يريد إعلان الجهاد على الدولة والمجتمع والالتحام بدولته الإسلامية المزعومة شمالاً، ما يعني أن إجراءات الداخلية ناجعة، ووعي المواطنين ارتفع، وأذكّر برقم قديم كشفت عنه وزارة الداخلية خلال أعوام المواجهة الأولى، إذ زاد ما صادرته منهم على 70 مليون ريال، ما يثبت أننا نحقق انتصارات أمنية عليها، ولكن لا نزال نخسر معركتنا الفكرية معها.