أحدث الأخبار
  • 01:03 . أردوغان يشير إلى إمكانية التقارب مع النظام السوري... المزيد
  • 12:43 . النصر يضم مبخوت الهداف التاريخي لدوري المحترفين رسمياً... المزيد
  • 12:19 . الكويت.. وزارة الداخلية تصدر بيانا جديدا يتعلق بـ"الحسينيات"... المزيد
  • 12:02 . النفط يتراجع مع تهديد "بيريل" للإمدادات... المزيد
  • 11:55 . الإمارات تحذر مواطنيها المتواجدين في مدينة هيوستن الأمريكية من إعصار "بيريل"... المزيد
  • 11:34 . الانتخابات الفرنسية.. ماذا بعد عدم فوز أي حزب بالأغلبية؟... المزيد
  • 10:19 . بدء إغلاق موانئ أميركية مع اقتراب العاصفة المدارية "بيريل"... المزيد
  • 08:45 . كتائب القسام تعلن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوفها خلال الحرب... المزيد
  • 07:48 . الإمارات تصدر جواز سفر بصلاحية 10 أعوام لفئة عمرية معينة... المزيد
  • 07:40 . أوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة روسية من طراز “سو-25”... المزيد
  • 07:01 . انقلاب سفينة حربية إيرانية في ميناء بندر عباس... المزيد
  • 06:30 . انخفاض الاحتياطي الأجنبي لـ"إسرائيل" إلى 210.2 مليار دولار في يونيو... المزيد
  • 06:29 . إيران ترفض بياناً عربياً بشأن الجزر الإماراتية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . دراسة: التطبيقات ومحتويات الإنترنت تفسد العلاقات العاطفية الحديثة... المزيد
  • 11:32 . فرنسا تجري انتخابات برلمانية يطمح اليمين المتطرف فيها للسلطة... المزيد
  • 11:30 . البرازيل تودع كوبا أمريكا بركلات الترجيح أمام أوروغواي... المزيد

وزارة الطاقة تفشل في إقناع الرأي العام بجدوى رفع أسعار الوقود

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-07-2015

كثفت وزارة الطاقة حملتها في مخاطبة الرأي العام بالإمارات بدءا من وزيرها سهيل المزروعي إلى مكاتب الإعلام والعلاقات العامة فيها لجهة تفهم الرأي العام العام لهذه القرارات التي أصابت الشارع الإماراتي بالذهول. وعلى نحو سريع، نشط الوزير إعلاميا، ونشرت الوزارة ومؤسسات اقتصادية إماراتية إعلامية بيانات اقتصادية تدلل على صوابية هذا القرار. فما هي البيانات التي استندت إليها الوزارة والوزير، وكيف فندها الجمهور ولم تحظ بتفهمه؟


29 مليار دعم الطاقة سنويا!!
نشر موقع "الاقتصادي" الإماراتي تقريرا صادرا عن "صندوق النقد الدولي" حول دعم الطاقة، زاعما أن تكلفة دعم الطاقة في الإمارات تقدر بنحو 29 مليار دولار سنوياً. ولكن اتضح أن هذه التكلفة ليست هي التكلفة الحقيقية المباشرة، وإنما تكلفة الازدحام وحركة المرور والأضرار البيئية الناتجة عن ازدياد النشاط التجاري والاقتصادي. 
وأكد التقرير ذاته، أن هذه التكلفة غير المباشرة تزيد بنحو 230% عن التكلفة المباشرة. المراقبون رأوا أن حل هذه المعضلة لا يكون برفع الدعم بهذه الصورة كونه لن يضمن اختفاءها والنشاط الاقتصادي يتوسع، واقترحوا بدلا منها أن تدفع الدولة أموال الدعم مباشرة للمستهلكين، أو لا تحملهم فاتورة "الدعم غير المباشر الذي تقول عنه" وفق ما أفاد به مراقبون.
التقرير الاقتصادي طرح مقاربة مجتزئة حول دعم الوقود في الإمارات ومصر والسعودية، فقال، يبلغ إنفاق مصر على الدعم المباشر قبل خصم الضرائب 62.3 مليار دولار(مصر ألغت الدعم أيضا قبل أيام من قرار الإمارات)، تليها السعودية مع 37.2 مليار دولار. ويستدرك التقرير- ليُظهر أن الإمارات تقدم دعما أكبر بكثير من مصر والسعودية مقترنة بعدد السكان- قائلا، "لكن سكان السعودية أكبر بحوالي أربع مرات من عدد سكان الإمارات، في حين تعداد سكان مصر أعلى بنحو تسعة أضعاف".
مراقبون استدركوا على هذه المقاربة، بقولهم، " تكلفة الحياة والمعيشة في الإمارات والإنفاق على التعليم والصحة والسكن والخدمات أضعاف أضعاف المعيشة في السعودية ومصر"، مطالبين الحكومة بألا تجتزئ الحقائق والمعلومات وإخراجها من سياقها وتوظيفها على نحو معين.


تصريحات الوزير وحريات المستهلكين 
أجرت قناة العربية مقابلة مع وزير الطاقة سهيل المزروعي حول قرار رفع الدعم عن الوقود. الوزير اعترف بأن هذا القرار سيؤدي لرفع الأسعار من 10-40 % من سعره الحالي، وأن هناك قطاع الدخل المحدود سيكونون الأكثر تضررا، مطالبا إياهم باتخاذ قرار ما بشأن طريقة إدارة حياتهم، معتبرا "أن من لا يستطيع تحمل أعباء سيارة خاصة" فليستخدم المواصلات العامة وأنه سيأتي اليوم الذي يجب أن يقرروا كيف يعيشون حياتهم. ورأى مراقبون أن هذه التصريحات إنما تعبر عن تدخل "فج" في حياة الناس وكيفية تدبر أمور حياتهم وما يستخدمونه وما لا يستخدمونه، وأن هذا يمثل تدخلا في خصوصية حياة المستهلكين.
الوزير ناقض نفسه، وناقض القرار عندما قال إن فاتورة دعم الديزل تشكل نحو 90% من فاتورة دعم الوقود، ما يفهم منه أن الديزل سوف يزداد سعره. ولكن الوزير أكد أن الديزل سوف ينخفض سعره ولن يتحمل المستثمرون أعباء الدعم، وإنما الموظفون والأفراد والطلاب والعائلات والعمال الذين سوف يتحملون رفع سعر البنزين الذي سيغطي فاتورة دعم الوقود كليا، ثم يغطي خفض أسعار الديزل للتجار والمستثمرين في مستوى ثان، وفق ما "طمأن" به الوزير الرأي العام.
ويشير مراقبون، في الدولة، إلى وجود سعرين لاستهلاك الكهرباء مثلا، سعر البيوت وسعر المنشآت الصناعية والتجارية، حيث تزيد قيمة استهلاك الكهرباء في الأخيرة وتنخفض في الأولى. ويرون أن المنطقي وفي حال الإصرار على رفع الدعم، أن يظل الطالب والموظف يدفع قيمة البترول كما هي في حين المنشآت الاستثمارية هي التي تتحمل رفع السعر، وليس العكس تماما. وأكد المراقبون أن الوزير تجاهل ارتفاع الأسعار المنتظر في غالبية السلع مع كل زيادة سعر في الوقود أو حتى زيادة في الرواتب، فما تدفعه الحكومة باليمين تأخذه بالشمال، على حد وصفهم.


إجابات الوزراة المتناقضة
وزارة الطاقة ردت على تساؤلات مواطنين ومقيمين حول هذا القرار في بعض المسائل. فقد نفت تماما نيتها، تقديم معونات مالية للإماراتيين لمساعدتهم على تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة بعد هذا القرار، أو أن تقدم الحكومة "كوبونات"بترول للمواطنين.
وقالت الوزارة إنه تم دراسة القرار من جميع النواحي، حيث إن الزيادة ستكون طفيفة بناء على معدل السعر العالمي. ورأى مراقبون أن الوزارة لا تزال تقدم معلومات غير دقيقة لا تهدف لتقديم صورة واقعية للقرار بقدر هدف احتواء غضب الناس. فعندما تدعي أن الزيادة ستكون طفيفة، وهي بدل الدعم الذي تقدمه الحكومة، فإما أنها تعتبر 29 مليار دولار مبلغا قليلا أو أن مبلغ الدعم الذي تقدمه الحكومة أقل من المعلن بكثير بحيث ينطبق عليه "زيادة طفيفة"، أو أنها ترواغ في إجاباتها، بصورة تدفع لإغضاب المستهلكين لا لإرضائهم.
وبدلا من أن تطمئن الوزارة المستهلك المباشر العادي، تقوم بطمأنة المستثمرين الذين هم سبب رفع فاتورة الدعم غير المباشر من ازدحام مروري وضرر للبيئة نتيجة نشاطهم الاقتصادي المتعاظم، قائلة، "لن تكون هناك أية مشكلات على أصحاب التجارة، وخصوصا أنه من المتوقع أن ينخفض سعر الديزل وهو الأكثر تأثيرًا على عمليات النقل والشحن والاستيراد والتصدير"، وذلك باعتراف الوزارة نفسها.