أعلن مسؤولون أمريكيون أن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا هو التدخل لإبقاء الأسد في منصبه، ولضمان تأثير موسكو في اختيار خليفته، إذا اضطر للرحيل، مؤكدين أن هيبة روسيا على الساحة الدولية أصبحت في خطر.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من احتمال سقوط الأسد منذ ثلاثة أشهر على الأقل، وتزايد القلق في الأسابيع الأخيرة بسبب تدهور أوضاع النظام في سوريا، وفقاً لعدد من مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.
وقال مسؤول في جهاز المخابرات الأمريكي لشبكة "سي.أن.أن": "ليس من المرجح أن تغير القوة الجوية وحدها ساحة المعركة لصالح الأسد، فجيشه مستنزف كما أن روحه المعنوية منخفضة".
ويضيف مسؤولون أمريكيون في جهاز المخابرات، أن تقييم أجهزة الاستخبارات لتأثير حملة سوريا على بوتين لا يزال يتضمن "مخاطر التصعيد وتعميق المشاركة" في حال عدم نجاح محاولاتها الأولية، إذ اتفق المسؤولون الأمريكيون على أن الهيبة الروسية في الساحة الدولية في خطر".
وقالوا إن "هناك خطر من رد الفعل المتطرف من مئات، وربما آلاف، المقاتلين الأجانب من روسيا الذين قد يستغلوا انشغال القوات في الخارج لشن هجمات داخل روسي"، مشيرين إلى أن "هناك ثمن سياسي محلي لتصاعد الخسائر، ففي العصر الحديث لوسائل الإعلام الاجتماعية، القبض على جندي روسي واحد من جانب المتطرفين يمكن أن يتسبب بصدمة للشعب الروسي"، لافتين في الوقت نفسه إلى أن "روسيا الآن تركز على الحد من مكاسب قوات المعارضة في مواقع محددة".
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأحد الماضي، في برنامج لشبكة "C.B.S": "كنا نعلم أنه (بوتين) كان يخطط لتقديم المساعدات العسكرية التي يحتاجها الأسد لأنه كان متخوفاً من انهيار وشيك محتمل للنظام"، وكل من روسيا وأمريكا تراقب سوريا تحسباً لأي دلائل على أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون على وشك السقوط، ولكن لأسباب مختلفة.
وأضاف أن "هدف الولايات المتحدة هو تجنب انهيار كارثي للنظام، ومحاولة ضمان بقاء بعض عناصر الخدمات الاجتماعية والعسكرية الرئيسية وهياكل النظام في دمشق في حال رحيل الأسد، حتى تتمكن سوريا من البدء بإعادة بناء الدولة".
ويتعرض الأسد حاليا للضغط من مجموعة متنوعة من المقاتلين، ويعتقد مسؤولون في المخابرات الأمريكية أن روسيا قد تواجه تحديات للحفاظ عليه في منصبه بسبب قوة خصومه، بما في ذلك "جبهة النصرة" و"داعش"، كما تعتقد أمريكا أن المئات من مقاتلي الميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله تتجمع لهجوم كبير قرب حمص، ولأن لا أحد يعرف متى، وإذا ما كان باستطاعة قوة الروسين والسوريين العسكرية تغيير المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة، لا يستطيع أحد أن يتنبأ نتيجة حملة روسيا في المستقبل.
وتعرضت روسيا لانتقادات أمريكية شديدة منذ بدء الغارات الروسية ضد المعارضة السورية أواخر الشهر الماضي إذ اعتبر الرئيس أوباما أن استراتيجية موسكو في سوريا مصيرها الفشل فيما استمرت انتقادات كبار المسؤولين الأمريكيين لهذه الغارات متوقعين سقوط قتلى قريبا في صفوف القوات الروسية إلى جانب إعادة تقييم موقف واشنطن إزاء الأحداث برمتها في الملف السوري وسط إعلان عن تغيير في هذا الموقف الذي من المتوقع أن يصب في صالح المعارضة. وتعارض الرياض والدوحة وأنقرة وباريس وعواصم أخرى التدخل الروسي في سوريا، وأعلن الرئيس الفرنسي أولاند أن الغارات الروسية لن تنقذ الأسد حتى ولو أطالت في عمر النظام.