تسعى الإمارات إلى ترؤس أكبر عدد ممكن من المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية إن أمكن، كون وجود شخصية إماراتية على رأس هذا التكتل أو ذاك يسمح لها بالتأثير المباشر و اتخاذ هذا المنبر الجماعي للتعبير عن مواقف أبوظبي الفردية. فالبرلمان العربي يرأسه البرلماني الإماراتي أحمد الجروان والذي يصدر بيانات من حين لآخر باسم البرلمان بدون التشاور مع أعضائه تؤيد نظام الانقلاب في مصر أو تدعم برلمان طبرق وغيره من القضايا التي توافق تواجهات أبوظبي، ويفعل نظام السيسي نفس الشيء من خلال ترؤس شخصية مصرية الجامعةالعربية ومصر هي دولة المقر، فتذهب الجامعة حيث تريد القاهرة.
اتحاد الكتاب العرب
زعمت الصحف المحلية، انه "بإجماع" آراء الكتاب، ممثلين في رؤساء الاتحادات العربية، فازت الإمارات بالأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب العرب، وقد تم اختيار حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لتولي منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لمدة ثلاث سنوات.
ومن أعلن ذلك هو " محمد سلماوي" أحد أبرز مؤيدي السيسي شخصيا وليس فقط مؤيدي نظامه أو حكومته وإنما مؤيد لما يعبر عنه السيسي من توجهات سياسية إقصائية بوليسية متورطة بجرائم حرب وجرائم ضد حقوق الإنسان وفق ما تؤكده منظمات حقوق الإنسان وتقارير الأمم المتحدة.
ومعروف عن سلماوي عداءه للتوجهات الإسلامية بصفة عامة وينشر ما يزعم أنها العلمانية في أوساط المصريين كما معروف سلماوي بعلاقته الأمنية مع جهاز أمن الدولة المصري الذي يتحكم في كل شأن في مصري ديني أو ثقافي أو اجتماعي وأي شأن آخر.
من جهته، قال حبيب الصايغ إنه وزملاءه "سيكملون المسيرة وسيكونون دائما إلى جانب القضايا العربية الكبرى، خصوصا القضية المحورية فلسطين والقضايا المستجدة، خصوصا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة وعبر عن تفاؤله بالمستقبل."
أبوظبي والصايغ والكُتاب
العلاقة بين الصايغ واتحاد الكتاب العرب ليست حديثة، فقد سبق للصايغ أن أقحم الاتحاد في مشكلات إدارية وتنظيمية منذ عام 2009، كما أنه يقوم مؤخرا بمحاولات للسيطرة على الاتحاد من خلال ما يقول أنه اقترحات لتطوير الاتحاد.
وقد قامت أبوظبي وبعد الربيع العربي بعدد من المشروعات لاحتواء المثقفين العرب وذلك بتنظيم عدد كبير من الجوائز والمسابقات والمكاسب التي تمنحها الدولة للمثقفين العرب ولكن بعد أن تخضع مشاركاتهم لقبول جهاز الأمن، وبعد تزكية الجهاز للمثقف الذي يستحق الجائزة من عدمه، وخاصة بعد الخلاف بين الشيخ يوسف القرضاوي وأبوظبي عام 2012 وهو ما جعل شخصيات من جهاز الأمن تطالب بسحب جائزة إماراتية سابقة منحت للقرضاوي قبل التغول الأمني قبل الأخير والذي بدأ بصورة سافرة منذ عقد.
لذلك يخشى المثقفون والناشطون العرب أن يشهد الاتحاد في عهد الصايغ تغيرات كبيرة نظرا لأهمية الثقافة ودورها في حياة الشعوب ويخىشى الناشطون من قيام علاقة تحالف بين الأمني والثقافي يبرر فيه المثقف استبداد السلطة مقابل أموال هذه السلطة.
ففي عام 2009 أصدر اتحاد كُتاب المغرب بيانا شديد اللهجة ضد الصايغ لمحاولته السيطرة على هذا الاتحاد بصفته الأمين العام المساعد للشؤون التنطيمية والمهنية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مؤكدا أن ما قام به الصايغ انقلابا.
وقال البيان، "ندين بشدة التضليل والكذب على الرأي العام الثقافي في العالم العربي الواردين في تصريح السيد حبيب الصايغ بالقول " إن التسوية تمت باستقالة ودية لرئيس المكتب الدائم السابق عبد الحميد عقار"، علما بأن رئيس اتحاد كتاب المغرب لم يسبق له أن أعلن عن استقالته".
وتابع البيان، إن الإعلان عن " تدبير شؤون الاتحاد بطريقة جماعية" من خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي، فضلا عن مُخالفته الصريحة للقانون الأساسي لاتحاد كتاب المغرب، فهو اعتداء جديد على إرادة الكتابات والكتاب وعلى تاريخ المسؤولية وأسلوب تصريف الأزمة في الاتحاد ؛ فالإعلان مجرد قناع وتغطية زائفين لنزوع انقلابي".
ومعروف عن الصايغ عداءه الشديد للربيع العربي وثورات وحريات وحقوق الشعوب وهو ما سيكون محور نشاطه في الاتحاد ما يتوقع مراقبون.