قالت وكالة أسوشيتد برس للأنباء إن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يتعرض في الأسابيع الأخيرة لانتقادات حادة ليس فقط من ناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي بل ومن وسائل الإعلام التي طالما دعمته، الأمر الذي يشي بانتهاء شهر العسل الذي ظل ينعم به منذ استيلائه على السلطة.
وذكرت الوكالة الأميركية، التي تتخذ من نيويورك مقرا، أن جرأة تلك الانتقادات توحي بأن الهالة التي تحيط بالسيسي باعتباره الرجل الذي "أنقذ البلد من حكم الإخوان المسلمين ومن الفوضى التي أعقبت ثورة 25 يناير، قد خبا بريقها وحل محلها الآن صورة زعيم يكابد لإصلاح الاقتصاد ووقف انتهاكات الشرطة أو قمع تمرد المتشددين الإسلاميين"، على حد تعبير الوكالة.
وكان الخطاب الذي ألقاه السيسي مؤخرا وبدا فيه غاضبا ومحبطا، مثار تندر واسع ليس في مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل وفي أجهزة الإعلام التي ساعدته في اعتلاء كرسي السلطة.
وطوال قرابة السنتين، ظل الإعلاميون والسياسيون والمسؤولون وعلماء الدين يرددون أن أي انتقاد للسيسي وحكومته أو لأجهزة الأمن ترقى لمرتبة الخيانة وتقوض أمن البلاد، وفق أسوشيتد برس.
وأشارت الوكالة إلى أن الإعلام المصري صوَّر السيسي بطلا عندما قاد الجيش بوصفه قائدا له للإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013 في غمرة احتجاجات شعبية على هيمنة الإخوان على الحياة السياسية، وفق الصحيفة.
ومنذ ذلك الحين، اتخذ السيسي إجراءات صارمة فاعتقل آلاف الإسلاميين -بخلاف آلاف القتلى والجرحى- وقمع ناشطين ينادون بالديمقراطية ممن أذكوا أوار ثورة يناير2011 ضد حسني مبارك. ولفت ناشطون بمجال حقوق الإنسان إلى حملات التعذيب والاعتقالات السرية التي تشنها الشرطة على نطاق واسع.
وقال تقرير أسوشيتد برس إن حادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية في سماء شرم الشيخ والذي اتهمت السلطات المصرية من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين بارتكابها، سلط الضوء على الإخفاقات الأمنية، كما أن إحجام القاهرة عن الاعتراف بأنها كانت نتيجة عمل إرهابي أثار ضدها الانتقادات. واعتبرت الوكالة الحادثة بمثابة ضربة "مدمرة" لقطاع السياحة المصري زادت الاقتصاد إنهاكا.
وتابعت، إن صورة الحكومة تعرضت لمزيد من التشويه جراء سلسلة أحكام القضاء التي اعتُبرت أنه "مبالغ فيها".
واضطرت الحكومة مؤخراً إلى خفض قيمة الجنيه إلى مستويات دنيا قياسية، مما أثار مخاوف الشعب من ارتفاع أسعار السلع نظراً لاعتماد البلاد على الاستيراد.
ثمة سؤال آخر وصفته أسوشيتد برس بالصعب، وهو كيف سيتسنى للحكومة التصرف إزاء دعم السلع الذي يستنزف مليارات الدولارات من أموال الدولة لكنه ضروري لملايين الفقراء. وكانت الحكومة قد رفعت الدعم جزئياً عن الوقود العام الماضي دون أن يتسبب ذلك في اضطرابات، وهو ما عزته الوكالة إلى شعبية السيسي.
لكن الوكالة استدركت قائلة إن أي رفع آخر للدعم قد لا يلقى قبولا لدى المصريين الذين يواجهون ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة.
كما يرتكب شخصيات محسوبة على السيسي الكثير من التصرفات التي أغضبت الشارع مثل توفيق عكاشة الذي تم طرده من البرلمان بعد لقائه السفير الإسرائيلي، و وزير "العدل" أحمد الزند الذي أساء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. في حين أفاد ناشطون مصريون أن ما حدث مع عكاشة والزند بسبب انقلاب السيسي على حلفاء الأمس بعد أن تبخرت "قيمتهم" وأدوارهم في دعم الانقلاب.