أعلن الأكراد في سوريا الخميس، النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق البلاد)، وسط رفض للنظام السوري من جهة، وتركيا من جهة أخرى.
وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في "حزب الاتحاد الديموقراطي"، الحزب الكردي الأهم في سوريا إنه "تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا- شمال سوريا"، مشيرا إلى أنه "تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك".
وقال ألدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديموقراطي الكردية: "نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا- شمال سوريا".
والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة (شمال شرق سوريا) وحلب (شمالا).
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية موقتة في المقاطعات الثلاث أطلق عليها "روج آفا" أي غرب كردستان.
ويشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثلا عن شمال سوريا. فبالإضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وآشوريون وتركمان وأرمن.
وبرغم دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها الأكثر فاعلية في قتال تنظيم الدولة، فقد قالت اشنطن الأربعاء: "لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا".
نظام الأسد يرفض
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن حكومة دمشق قولها اليوم الخميس إن إقامة أي نظام اتحادي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد "لن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي".
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله "أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري".
وتابع المصدر "حكومة الجمهورية العربية السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية... طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية".
وأما تركيا فقد عارضت الأمر برمته أيضا، وقال مسؤول تركي كبير إن بلاده تعارض أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سوريا على أساس عرقي وذلك في الوقت الذي وافقت فيه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا على إقامة نظام اتحادي في شمال البلاد.
وقال المسؤول التركي "انسحاب روسيا الجزئي قد يلطف الأجواء هناك. ينبغي أن تظل سوريا واحدة دون إضعافها وينبغي أن يقرر الشعب السوري مستقبلها بالاتفاق وبموجب دستور. أي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سوريا."