قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس: إن "عملياتنا في سوريا ساهمت بقطع طرق الإمداد عن الإرهابيين وقضت على عدد كبير منهم".
وأضاف في حفل تكريم الضباط والجنود الروس العائدين من سوريا: "قمنا بعمل كبير لتقوية الحكومة السورية ودعم الجيش للقضاء على الإرهاب"، مؤكداً مواصلة بلاده تقديم الدعم العسكري والمالي للنظام السوري.
وكشف بوتين أن بقاء القوات الروسية في سوريا "أصبح مكلفاً وغير مبرر لذلك قررنا سحبها"، لافتاً إلى أن "مهمة قواتنا المتبقية في سوريا مراقبة وقف إطلاق النار ودعم العملية السياسية".
وأضاف: "نحن قادرون على إعادة قواتنا إلى سوريا خلال ساعات ولكن هذا ليس خيارنا الأمثل في المرحلة الراهنة"، معرباً عن ثقته بضمان بقاء "موازين القوى العسكرية في سوريا" وأن "القوات الموجودة هناك كافية لتحقق ذلك".
ولم يخف الرئيس الروسي استمرار بلاده "في تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي للنظام السوري" مشدداً على أن "مضاداتنا الجوية ستستهدف أي محاولة تهدد قواتنا المتبقية في سوريا وستمنع خرق الأجواء السورية".
وكشف أيضاً أن "سلاح الطيران الروسي قام بأكثر من 9 آلاف طلعة جوية في سوريا باستخدام أحدث الأسلحة"، وأن "منظمات الدفاع الجي إس 400 وبانتسير مستمرة في عملها بسوريا".
بوتين الذي قال في حديثه لضباط جيشه: إن "مشاركة الجيش الروسي في سوريا كانت أفضل فرصة للتدريب القتالي"، وبين كذلك أن "روسيا قادرة على زيادة قواتها في سوريا خلال ساعات إذا دعت الضرورة"، زاعما أن "الأسد يتوق بصدق إلى السلام ونعوّل على التفكير السليم للقيادة السورية وللمعارضة".
ولكن متابعون يعتقدون أن تصريحات بوتين هذه تأتي لقطع الطريق على التقارير المتزايدة بشأن خلافات بين موسكو والأسد وأنه يحاول خلق انطباعات بأن العلاقات والأمور ما يرام تجنبا لإحراج سياسي أمام الشعب الروسي وأمام العالم إذ ليس من المنتظر منه أن يعترف بذلك. ويستدل المتابعون بوجهة نظرهم، أن العلاقات لو كانت جيدة بين موسكو ودمشق لما بادر بوتين لكشف ظهر الأسد عشية المفاوضات مع المعارضة، ولكن روسيا لقنت نظام دمشق درسا قاسيا.
من جهة أخرى، أعلن قائد القوات الجوية الروسية، الجنرال فيكتور بونداريف، الخميس، أن روسيا ستستكمل سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا "خلال يومين أو ثلاثة أيام".
وقال بونداريف لصحيفة كوسمولسكايا برافدا اليومية الشعبية: "أعتقد أن كل شيء سينتهي بسرعة كبيرة، خلال يومين أو ثلاثة أيام سنكون قد نفذنا المهمة التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو".
وأضاف أن الأمر يتعلق خصوصاً بسحب طائرات ومروحيات، رافضاً تحديد عدد الطائرات التي ستعود إلى روسيا أو التي ستبقى في سوريا.