أحدث الأخبار
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد

التعايش واحترام الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما هو متوقع من اليمين الأوروبي المتطرف، والذي فاز أخيراً بمقاعد متقدمة في الانتخابات الأوروبية، حاملاً أجندته السياسية حيال الآخر المختلف، فقد قام النائب الهولندي اليميني المتطرف «خيرت فيلدرز» بالإساءة مرّة أخرى إلى الإسلام والمسلمين، وذلك باستبدال عبارة الشهادتين المكتوبة على علم المملكة العربية السعودية بعبارة مسيئة للإسلام والقرآن الكريم. وهذه ليست أول مرة يرتكب فيها فيلدرز مثل هذا السلوك، فقد سبق أن شبه القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لهتلر، كما وصف الإسلام بالفاشية.

الرد السعودي على الإساءة الأخيرة كان في غاية الأهمية، لأن بعض المتطرفين لا يرتدعون عن سلوكهم المسيء إلا بلغة القوّة والمصالح، وعلى الأخص المصالح المالية والاقتصادية، حيث فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات تجارية على شركات هولندية. وبعد أن عرفت هولندا أن هذه العقوبات ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً التبادل التجاري الذي يصل بين البلدين نحو سبعة مليارات يورو سنوياً، سارع مسؤولوها الحكوميون للهرولة نحو المملكة، معبرين عن استيائهم الشديد من تصرفات المتطرف فيلدرز. وقال وزير الخارجية الهولندي: «نحن نحترم حرية الرأي التي يتمتع بها فيلدرز، لكننا نعتقد أنه لا يجوز الدوس على مشاعر الناس»، ثم أضاف: «منذ قيام فيلدرز بهذا التصرف ونحن نجري محادثات مع الحكومة السعودية، ونأمل أن نتمكن من تفادي وقوع الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الهولندي بسبب تصرف فيلدرز».

لكن هناك من الخبراء والدارسين من يرى أن مثل هذه التصرفات المسيئة والعدائية حيال الإسلام والمسلمين، وهي متكررة، إنما ترجع إلى خصوصية نمط التعليم والتربية والتثقيف في النظام الغربي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأيديولوجية العميقة التي عرفتها المجتمعات الغربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهي كذلك نتاج للخصائص الذاتية للعقل الغربي وطريقة نظره للآخر المختلفة، خاصة إذا كان ذلك الآخر هو الإسلام.

ولا يخفى على أحد أن الديمقراطية وحريّة الرأي التي يفاخر الغرب بأنها من أهم مكوناته الحضارية، قد حولها هؤلاء المتطرفون إلى شماعة للإساءة للآخرين، والاعتداء على دينهم وخصوصيتهم، وبصفة خاصة الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، يمثلون ربع سكان العالم.

إننا مع الديمقراطية وحرية الرأي، ومع إعطاء الفرد حقه في حرية التفكير والاختيار، ومع الديمقراطية التي تنص على قيم أخلاقية عالية، لكننا نحترم خصوصية الآخر، ونحرص على التعايش معه.

وهناك في الغرب كثير من المنصفين ممن يستهجنون مثل هذه الإساءات والافتراء التي ما فتئ فيلدزر وأمثاله يمارسونها ضد الإسلام، وهم (المنصفون) يرون أن مثل هذا السلوك لا يفيد بلدانهم في سياستها الداخلية والخارجية، وأنه لا ينبغي التحجج بالديمقراطية واستغلالها لتنمية العداء ضد الآخر أو العمل بوجهين؛ وجه لا يريد التفريط في مصالح بلاده الوطنية، ووجه يتغاضى عن التطاول الذي يمارسه المتطرفون تحت (يافطة) الديمقراطية.