كشف تحقيق صحفي مشترك أعدته صحيفة النيويورك تايمز وقناة الجزيرة، عن قيام أفراد بالمخابرات الأردنية بسرقة أسلحة أرسلتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والسعودية إلى الأردن؛ لصالح مقاتلي المعارضة السورية، وباعوها لتجار سلاح في السوق السوداء.
وأوضح التقرير أن بعضاً من الأسلحة المسروقة استُخدم في إطلاق نار في نوفمبر الماضي، الذي أدى إلى قتل أمريكيين اثنين، وثلاثة آخرين في منشأة تدريب للشرطة في عمّان.
وكانت السلطات الأردنية قد قالت في نوفمبر، إن ضابطاً أردنياً قَتَلَ بالرصاص متعاقدين أمنيين اثنين مع الحكومة الأمريكية، ومدرباً من جنوب أفريقيا، وأردنيين اثنين في منشأة تدريب للشرطة، تمولها الولايات المتحدة، قرب عمان، قبل قتله في تبادل لإطلاق النار.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكين وأردنيين، إن الأسلحة التي استُخدمت في إطلاق النار كانت قد وصلت أصلاً إلى الأردن من أجل برنامج تدريب مقاتلي المعارضة السورية.
وأوضح التحقيق أن سرقة هذه الأسلحة التي انتهت قبل أشهر بعد شكاوى من الحكومتين الأمريكية والسعودية، أدت إلى توفر كم كبير من الأسلحة الحديثة في السوق السوداء لتجارة السلاح.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أردنيين: "إن الضباط الأردنيين الذين كانوا جزءاً من الخطة حققوا ربحاً غير متوقع من بيع الأسلحة، واستخدموا هذه الأموال في شراء أجهزة آيفون، وسيارات رياضية، وسلع كمالية أخرى".
وتضم الأسلحة التي أرسلت معظمها للمقاتلين السوريين عبر الأردن في 2014، بحسب الصحيفة، مجموعة مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
وقال مسؤولون حينها إن هذه الشحنات لا تشمل أسلحة مثل صواريخ أرض-جو التي تطلق من على الكتف، والتي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية أو مدنية.
وأوقفت لجان الكونغرس شحنات الأسلحة لأشهر؛ بسبب الخوف من ألا تثبت الأسلحة الأمريكية أنها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لإسقاط نظام بشار الأسد، وخوفاً من سقوطها في نهاية الأمر في يد "متشددين إسلاميين"، كما حصل في عدد من المناطق السورية.
وقال مسؤول أمريكي على صلة بالتطورات الجديدة للصحيفة: إن "مسؤولي الأمن القومي وأعضاء الكونغرس أصبحوا أكثر ثقة في أن الأسلحة المتجهة إلى جنوب سوريا ستصل وستظل في أيدي المعارضين المعتدلين، ولن تصل إلى فصائل متشددة".
وتدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، والعديد من أجهزة المخابرات العربية، برنامج التدريب الذي بدأ تنفيذه عام 2013؛ بهدف تسليح المعارضة السورية وتقويتها.
ويتركز برنامج التدريب في الأردن؛ نظراً لقربه من ساحات القتال في سوريا، ومنذ انطلاق البرنامج ظلت المخابرات الأمريكية والعربية تعتمد على أجهزة الأمن الأردنية في نقل الأسلحة التي شُحن بعضها بكميات كبيرة من دول البلقان ومناطق أخرى حول أوروبا الشرقية.