تحدثت مصادر موثوقة للموقع الإخباري "هافينغتون بوست عربي" عن معلومات تكشف عن اجتماعات سرية دارت في القاهرة بين عدد من المسؤولين المصريين والليبيين بحضور مندوبين عن دولة الإمارات يومي 26 و27 يوليو الماضي، بهدف بحث قدرة المجلس الرئاسي وقوات حفتر على مواجهة "ثوار" بنغازي.
مهلة للقضاء على الثوار
مصادر مطلعة أكدت "أن الجانبين المصري والإماراتي اقترحا أن تكون هناك مهلة زمنية لحفتر تقدر بشهر، لإنهاء الحرب في بنغازي بالقضاء التام على مجلس شورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع عن بنغازي المناوئين له ولعملية الكرامة التي يقودها.
هذه المهلة تأتي نظراً للعبء الذي أصبح يمثله حفتر على الدول الداعمة له وهي مصر والإمارات وفرنسا أساساً، إذ يعتبر أي دعم لأي طرف من أطراف النزاع الليبي خرقاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن التي تمنع كل دول العالم من تقديم أي دعم كان لأي طرف في ليبيا.
يُذكر أن فرنسا تعرضت لنقد شديد من عدد من الدول الأوروبية لدعمها العسكري لحفتر، الذي اعترفت به رسمياً منذ أسبوعين إثر مقتل 3 من جنودها بعمليات قتالية في بنغازي، الأمر الذي من شأنه تعطيل الاتفاق السياسي وعرقلته.
مجلس رئاسي جديد
ذات المصادر أكدت أن الجانبين المصري والإماراتي قدما طرحاً لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج يتعلق بإعادة تشكيل المجلس من جديد، من خلال استبعاد كل من عبدالسلام كجمان ومحمد العماري وأحمد معيتيق من المجلس الرئاسي، وتعويضهم بأشخاص يكونون أكثر قدرة على مواجهة الثوار.
وفي هذا الصدد اقترح الجانب المصري اسم فوزي عبدالعال الذي تقدر المخابرات المصرية أنه أقدر على مواجهة الثوار ومحاصرة رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمان السويحلي المحسوب على تيار الثورة.
ويشمل الاقتراح المصري الإماراتي أن يتم دعم وزير الدفاع المقترح في حكومة الوفاق مهدي البرغثي على أن يستمر في القتال في بنغازي ضد من تصنفهم مصر والإمارات بـ"الإسلاميين" وهما مجلس شورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع عن بنغازي.
دعم فرنسي
وكشفت المصادر أن اللقاء جرى تحت إشراف المخابرات المصرية وبدعم وتنسيق فرنسي، وحضره كل من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ونائبيه موسى الكوني وفتحي المجبري، ولم تتم دعوة باقي أعضاء المجلس الرئاسي، كما حضر وزير الدفاع الملكف في حكومة الوفاق الليبية مهدي البرغثي ورئيس برلمان طبرق صالح عقيلة، كما شارك في الاجتماعات اللواء خليفة حفتر دون أن تعلن الدبلوماسية المصرية عن حضوره.
الخارجية المصرية من جهتها أعلنت رسمياً أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة للتقريب بين وجهات نظر المجلس الرئاسي الذي يقوده السراج والمنبثق عن اتفاق الصخيرات وبين برلمان طبرق الذي يترأسه صالح عقيلة الرافض لمنح حكومة الوفاق المنبثقة عن الحوار السياسي الثقة اللازمة لكي تنطلق في ممارسة مهامها وفق الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات نهاية السنة الماضية.
حفتر في عمّان
في الأثناء وصل حفتر إلى عمان لإجراءات مباحثات مع قائد الجيش الأردني مشعل الزبن. وقد كشفت وثيقة رسمية لمجلس الأمن أن الأردن ممرا للأسلحة التي يتم تهريبها إلى حفتر في بنغازي لتغذية الحرب الأهلية في ليبيا.
وكان حاكم الفجيرة الشيخ محمد الشرقي التقى السراج أواخر الشهر الماضي على هامش قمة نواكشوط إذ كان يرأس وفد دولة الإمارات للقمة العربية.