اعتبر مساعد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية العميد رسول سنائي‌ راد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان ليست لديه القدرة الكافية للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد. 

وكان أردوغان صرح في وقت سابق، أن الهدف من عملية درع الفرات التي شنتها بلاده في أغسطس الماضي هو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأضاف العميد رسولي زاعما، وفق ما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية،: "إذا كان أردوغان صرح بكلام كهذا، فإنه ليس بالجديد، وربما يعتبر نوعا من المواساة للإرهابيين الذين يمرون في حلب بظروف الحصار الصعبة والاحتجاجات الشعبية".

وادعى رسولي أن سوريا تمر بمرحلة مصيرية، قائلا: "تصريحات أردوغان هي بمثابة خطوة نفسية للإرهابيين، لكن الوتيرة التي حصلت خلال الأشهر الماضية، جعلت هزيمة المسلحين أمرا حتميا، وبعون الله سيكون النصر النهائي لصالح جبهة المقاومة والشعب السوري وبشار الأسد"، على حد تعبيره.

من جانبه اعتبر الكرملين تصريحات أردوغان خطيرة ومفاجئة. وأعرب دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي عن دهشة بلاده إزاء تصريح الرئيس التركي الذي أعلن مؤخرا أن الهدف من دخول جيش بلاده أرض سوريا، هو الإطاحة بالرئيس السوري.         

وقال بيسكوف: "تصريح أردوغان كان مفاجئا بالنسبة إلينا، وهو غاية في الخطورة لأنه يتنافر مع التصريحات التركية السابقة ويتعارض مع فهم روسيا بصفتها الدولة الوحيدة التي تتواجد قواتها المسلحة في سوريا بصورة شرعية، وبموجب طلب رسمي من السلطات الشرعية فيها، الأمر الذي من الأهمية بمكان إدراكه. نعوّل على الشركاء الأتراك في أن يقدموا لنا التوضيح اللازم بهذا الصدد".

ونقلت وسائل إعلام روسية، عن فيكتور أوزيوروف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الأمن والدفاع، قوله: الرئيس التركي عندما كشف عن سبب دخول جيشه أرض سوريا تجاهل محاولة الانقلاب على حكمه. وأضاف: أردوعان بتصريحه هذا تجاهل محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا، وحديثه كان عاطفيا في معظمه، وموجها إلى الداخل التركي بدليل أنه أدلى به في أثناء ندوة علمية.

وتابع زاعما، كما أن الرئيس التركي لا يريد حرف مؤشر العلاقات مع روسيا لـ180 درجة بما تحمله هذه العلاقات من مصالح سياسية واقتصادية كبرى مشتركة بين البلدين.

وختم أوزيوروف بالقول: لا أستبعد أن يكون تصريح أردوغان نابعا من الغضب الذي ينتابه إزاء احتمال قيام منطقة حكم ذاتي كردي موسع شمال سوريا.

أما أندريه فولودين رئيس مركز البحوث الشرقية لدى أكاديمية العلوم الدبلوماسية الروسية، فاعتبر أن "أردوغان على دراية مطلقة باستحالة تحقيق هدفه الرامي إلى الإطاحة بالأسد". وأضاف: "هناك كلمات تلقى لغايات سياسية، وأرى أن أردوغان على يقين تام باستحالة تحقيق هدفه، ووجه تصريحه إلى حلفائه وفي مقدمتهم السعودية، وقطر معها".

وأعرب فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب "اللبرالي الديمقراطي الروسي"، عن رفض روسيا لأي خطوة قد تقوم بها تركيا للإطاحة بالأسد، "لأن الأسد رئيس منتخب وشرعي لسوريا وحليف لروسيا"، على حد زعمه.

وأضاف جيرينوفسكي: "علاقات الأتراك بسوريا كعلاقة روسيا بالقرم، وسوريا كانت في قوام الدولة العثمانية، ومما لا شك فيه أنهم يريدون اقتطاع جزء من شمال سوريا وإلحاقه بهم، وهذا ينسحب على شمال العراق كذلك"، على حد زعمه.