دافع بصورة غير مباشرة عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة صالح الفوزان عن وسطية مناهج التعليم السعودية، مهاجماً بشدة من يتهمون تلك المناهج بأنها مسؤولة عن نشر التطرف والتكفير، مؤكداً أن هذه الاتهامات غير مقبولة، وقال: «بينوا لنا الأخطاء التي تذكرونها في هذه المناهج والكتب، ونحن نزيلها، أما مجرد إلصاق التهم، فهذا غير مقبول، ونتحداهم في ذلك».
ووضع الفوزان خلال محاضرة بعنوان «مسؤولية الشباب تجاه دينهم ووطنهم»، وألقاها الثلاثاء (6|12) في جامعة الإمام، من ينعتون أهل السنة والجماعة بتصدير الفتاوى المتشددة التي تدعو إلى سفك الدماء، أو من يستهزئ بولاة الأمر والحكام أو من يوليه الحاكم المسؤولية، سواءً في المجالس أم في خطب الجمعة أم في وسائل التواصل الاجتماعي ضمن «الخوارج، وأنهم مهزومون، وسيرجع وبالهم عليهم»، مبيناً أن الواجب الدعاء لولي أمر المسلمين وطاعته.
وعزا استهداف الشباب السعودي أكثر من غيره إلى كونه موضع القدوة في العالم الإسلامي، وأنهم من بلاد الحرمين الشريفين الذين يحملون عقيدة التوحيد الصحيحة.
وخاطب الفوزان الطلبة - خلال اللقاء الذي بث إلى جميع مراكز ومعاهد الجامعة، داخل المملكة وخارجها، وحضره مدير الجامعة سليمان أبا الخيل - بقوله: «أنتم في مقدم الشباب الذين ستقودون هذه الأمة، مسؤوليتكم عظيمة أمام الله وستدافعون عن دينها، الحق بين أيديكم الكتاب والسنة فاحملوه حملاً صحيحاً، فهو السلاح الرباني الذي انتصر على أمم الكفر جميعاً في أقطار الأرض»، داعياً إياهم إلى الالتزام بالضوابط التي يستقيم عليها طلبة العلم للدفاع عن دينهم، ومواجهة أعدائهم بالعلم النافع، والعمل به ثم الدعوة إليه، ونشره بين الناس مع الصبر على الأذى فيه.
وأضاف: «الولاء والبراء من صلب هذا الدين ولا يستقيم إلا به، فمن ليس له ولاء ولا براء ليس له فرقان»، مؤكداً أن القرآن وتفسيره محفوظ، وأن من يحاول العبث بالقرآن سينتقم الله منه عاجلاً غير آجل، مشدداً على ضرورة الأخذ بالتفاسير الموثوقة المشهورة عن أئمة المسلمين.
السويدي يتهم السلفية بالتطرف
وفي كتابه "السراب" الذي فرضته وزارة التربية في الدولة على طلبة الثاني عشر، فقال جمال السويدي: "السلفية الوهابية"، تفتح الباب واسعا أمام ضوابط شديدةالصرامة فقسمت العالم إلى ثنائي متضاد: عالم كافر مشرك وعالم مسلم. وقد أدى ذلك إلى توسيع دائرة مفهوم الولاء والبراء الذي استندت عليه التيارات التكفيريةوالجهادية المتشددة.
ويتبنى السويدي قول بعض من وصفهم "بالباحثين"، إذ ينقل عنهم : كل جماعة سلفية هي مشروع جهادي محتمل إذا توافرت الظروف الملائمة لها.
وأضاف السويدي: "التراث الفكري للشيخ محمد عبد الوهاب قد أضحى مصدرا رئيسي اأضيف إلى مصادر التراث المعرفي الجهادي عقب مرحلة الجهاد في أفغانستان".
وطالب ناشطون سعوديون أن يكون لهيئة كبار العلماء في السعودية ردا مباشرا ومحددا من كتاب "السراب" وإبداء رأيهم فيه وتقديم ردود علمية على ما جاء فيه ضد السلفية على الأقل.