قال مسؤول بارز من حركة طالبان الأفغانية الخميس إن الحركة سعت لطمأنة دولة الإمارات العربية بأنها لم تكن وراء هجوم في مدينة قندهار الجنوبية استشهد فيه خمسة دبلوماسيين إماراتيين وأصيب السفير.
وقتل أكثر من 12 من المسؤولين الأفغان والأجانب الأسبوع الماضي في انفجار قنبلة مخبأة تحت أريكة في مقر إقامة حاكم قندهار في هجوم ألقت السلطات الأفغانية باللوم فيه على حركة طالبان والمخابرات الباكستانية.
لكن طالبان نفت مسؤوليتها عن الهجوم واتهمت “دوائر مخابرات سرية” مقربة من الحكومة بتنفيذه لتدمير علاقة “ودية” مع حكومة عربية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وكثيرا ما استهدف المتشددون مسؤولي الحكومة الأفغانية لكن الهجوم على دبلوماسيين من دولة إسلامية كانت تربطها علاقات طيبة مع طالبان في السابق كان صدمة كبيرة مما دفع الحركة المتشددة إلى السعي لطمأنة الإمارات.
وكانت الإمارات واحدة من عدد قليل من الدول التي اعترفت بحكومة طالبان السابقة في تسعينات القرن الماضي لكنها قطعت العلاقات معها بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001. وطلبت الولايات المتحدة من أفغانستان في ذلك الوقت تسليم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لضلوعه في الهجوم لكن حكومة طالبان رفضت.
ويقيم عدد من الأعضاء البارزين في حركة طالبان في قطر حيث افتتحت الحركة مكتبا سياسيا في عام 2013. ويعتقد أن أعضاء آخرين يقيمون في الإمارات.
وقال عضو بارز في طالبان يقيم في قطر إن الحركة تعتزم إرسال وفد للعزاء في الدبلوماسيين وتوضيح أنها لم تكن وراء الهجوم.
وأضاف “تربطنا علاقات ودية للغاية مع بعض الدول في العالم الإسلامي ومنها الإمارات ولا نرغب على الإطلاق في استهدافها”.
وتابع قوله “استهدفنا عددا من الدبلوماسيين والبعثات الأجنبية في أفغانستان وأتيحت لنا عدة فرص لمهاجمة دبلوماسيين من دول إسلامية لكننا لم نفعل لأنهم أصدقاؤنا”.
وفي قندهار تواصل السلطات التحقيق في الهجوم الذي أصيب فيه حاكم الإقليم وقتل نائبه.
وقال قائد شرطة قندهار الجنرال عبد الرازق وهو أحد القادة المناهضين بشدة لطالبان والذي نجا هو نفسه من الهجوم إن نحو 20 شخصا احتجزوا لاستجوابهم منهم عمال وموظفون حكوميون بينهم طباخ وحراس.
وقال إن فريق تحقيق إماراتيا يضم خبراء من بريطانيا زار قندهار لكنه غادر المدينة.