قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، "اليوم ظهرت جاهلية جديدة، يتبعها البعض من أصحاب الجماعات الضالة التي لبست شعار الإسلام"، موضحاً أن العالم العربي والإسلامي كان قبلهم بخير، إلى أن جاءوا وشوهوا صورة الإسلام المشرقة، معتبراً أن "الجاهلية اليوم أخطر مما هي في الماضي، كونها نسبت أفكارها المغلوطة إلى الدين الإسلامي وتعاليم النبوة".
وحول انسياق البعض نحو الفكر الضال، أرجع ذلك ذلك إلى عدم اتباع أساليب التربية الصحيحة، نتيجة انشغال الآباء والأمهات عن أطفالهم بمتطلبات الحياة، وإغفال التربية، مؤكدا أن التربية الصحيحة هي الحصن الحصين ضد الأفكار الهدامة والجماعات الضالة التي تهدم المجتمعات، وصلاح الأمم لا يكون إلا بصلاح الأسرة والرجوع إليها.
وإلى جانب ما أشار إليه حاكم الشارقة، يشير مفكرون أن المنطقة تعيش فائضا من الاستبداد والانغلاق السياسي والفكري وتهميش الشباب واحتكار الاقتصاد والإدارة والسياسة والشأن العام، وأطلقت مقابل هذه الجماعات أجهزة أمنية وبوليسية، بل إن الأمم المتحدة وخبراء الإرهاب المنصفون يؤكدون أن الاستبداد وانعدام العدالة الاجتماعية هو السبب الرئيس لظهور جماعات تنتهج العنف المرفوض والمدان من جانب غالبية شعوب المنطقة.
ويقول متابعون للشأن الديني والسياسي في الإمارات والمنطقة عموما، أن شخصيات في أبوظبي ساهمت في تشويه تعاليم الإسلام عندما وقفت على النقيض من المفاهيم الحقيقية للدين والأمة، كما يظهر ذلك من كتاب "السراب" لجمال السويدي الذي انتقد فيه كل مظاهر الإسلام دون تفريق بين الاعتدال والتشدد، بل إن السويدي نفسه انتقد مصطلح "الجاهلية" الذي تحدث عنه بعض المفكرين لوصف الابتعاد الحاصل عن رسالة الإسلام.
كما مجد السويدي الاستعمار الأوروبي للمنطقة في القرن الماضي، في حين أن حاكم الشارقة في وقفات سابقة أكد أن الاستعمار كان مصدر هدم مادي ومعنوي في كيان الأمة.