هاجم الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور خالد الدخيل، أبوظبي متهماً إياها بالقبول ببقاء بشار الأسد في السلطة.
وقال الدخيل في مقال له الاثنين، بصحيفة "الحياة" اللندنية: "إن من يدّعون ومن يريدون محاربة الإرهاب كثْر هذه الأيام، حتى الرئيس السوري بشار الأسد، يقول إنه يحارب الإرهاب! القول شيء، والفعل شيء آخر".
وأضاف: "الأخطر من ذلك، أن النية شيء والسياسة على الأرض شيء آخر، لذلك أن تكون ضد الإرهاب، وفي الوقت نفسه مع بقاء الأسد حاكماً لسوريا، فأنت ضد المنطق السَّويِّ، حتى بمعيار المعادلة السياسية لا يستقيم هذا الموقف، فزمن حكم الأسد انقضى منذ بداية الثورة في سوريا".
وأوضح أن "الجميع يدرك أن الرجل (أي بشار الأسد) لم يعد أكثر من ورقة تفاوضية في أيدي أطراف عدة تتناقض في توجهاتها وأهدافها، في معركة تجاوزت الأسد ونظامه. أبرز هذه الأطراف؛ روسيا، وإيران، وشبكة من المليشيات، سورية وأجنبية، والولايات المتحدة، ومن بين هذه الأطراف أيضاً دول عربية، أبرزها مصر والإمارات العربية المتحدة".
وبين أن "الإمارات ومصر لا تعلنان أي موقف حول بقاء الأسد"، لكنه أوضح أن "الإمارات تشترك مع مصر في الخشية من أن سقوط الأسد سيعطي دفعة إقليمية للإخوان، إلى جانب ما قد يؤدي إليه ذلك من مفاقمة تراجع الدور المصري، ومصر حليفها الرئيس في المنطقة".
وفي تدوينة له على تويتر نشر فيها مقاله قال الدخيل: "لماذا تفضل الإمارات ومصر بقاء الأسد على غيره من الخيارات؟".
بدوره رد الأكاديمي الإماراتي المقرب من سلطات أبوظبي، عبدالخالق عبدالله، على المقالة.
وقال مخاطباً "الدخيل": "أرجو سحب ما ورد في مقالك من تحامل على الإمارات دون وجه حق والاعتذار".
وأضاف: "إن كنت لا تعلم موقف الإمارات في سوريا وتجاه الأسد، فهو لا يختلف عن موقف السعودية. وإن كنت لا تعلم، يوجد اتفاق على أن السعودية تتحدث عن دول الخليج في الموضوع السوري، وما تقرره يسري على الجميع. وإن كنت لا تعلم، لا يوجد صمت إماراتي تجاه نظام الأسد الدموي، الإمارات أعلى صوتاً بأن على بشار الأسد أن يرحل".
وأردف "إن كنت لا تعلم، فإن السعودية وليس أي دولة أخرى، حليف وشريك الإمارات الرئيسي، والأهم في المنطقة والعكس صحيح. وإن كنت لا تعلم، فاعلم أن الإمارات تتصدر العرب والعالم في مكافحة الإرهاب والتطرف، حازمةً قولاً وفعلاً".
وأضاف: "إن كنت لا تعلم، مستحيل ويستحيل أن تلتقي الإمارات مع أجندة إيران في سوريا، كيف بحقِّ السماء لا ترى ذلك! وإن كنت لا تعلم، لا أحد يزايد على الإمارات في كره الأسد ونظامه الدموي ودعم الشعب السوري قولاً وفعلاً"، على حد قوله.
واختتم تغريداته بالقول: "عزيزي د. خالد، بعد هذا التوضيح، أرجو سحب ما ورد فـــي مقالك من تحامل على الإمارات دون وجه حق والاعتذار".
وكانت أبوظبي قد وصفت القصف الروسي لتنظيم "الدولة" في سوريا بأنه قصف لعدو مشترك، ما يعني قبولاً ضمنياً بالتدخل الروسي هناك، بخلاف مواقف بقية الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية.
ورأى مراقبون أن ما تشهده العلاقات الإماراتية الروسية من تطورات شملت العديد من المجالات الاقتصادية يمثل أداة ضغط على قرار الدولة فيما يتعلق بالملف السوري، خصوصاً وأن التعاون بين البلدين لم يعد يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تعداه إلى الجوانب العسكرية أيضاً.