فيما بدا أنه تنافس بين السعودية وإيران حول منح المرأة الحقوق نشرت صحيفة “نيويورك تايمز″ تقريرا جاء فيه إن كلا من إيران والسعودية توجه التهم لبعضهما بالتدخل في شؤون الغير ونشر الحرب والنفاق والتعصب ودعم الإرهاب إلا ان هذا لم يمنعهما من التنافس في ساحة جديدة تتعلق بالمساواة بين الجنسين.
وعلى ما يبدو فالتنافس يتركز حول من هو الأسرع في تعديل القوانين المجحفة بحق المرأة. وفي هذا السياق تشير إلى ما صدر عن قائد شرطة طهران بعدم اعتقال “شرطة الآداب/ الأخلاق” النساء اللاتي لا يضعن الحجاب بشكل مناسب في الأماكن العامة واعتبار تصرفاتهن مجرد “حجاب سيئ” وبدلاً من الاعتقال ستكتفي الشرطة بتوجيه النصح لها. جاء هذا في وقت سمحت فيه السعودية، الدولة الأكثر محافظة في العالم بمشاركة النساء في مباريات الشطرنج من دون لبس العباءة. وكان ذلك القرار هو الأخير في سلسلة من التحركات التحررية التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان ومنها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وفي الوقت الذي تختلف فيه الدولتان في الكثيرمن الملفات سواء الانتماء الطائفي والحرب في سوريا وفي اليمن والسياسة اللبنانية والعلاقات مع أمريكا وسياسات إنتاج النفط والحج. إلا أن كلاً منهما تستجيب للضغط المحلي والدولي بخصوص حقوق المرأة.
وأصبح الفرق بين البلدين أقل وضوحاً مع صعود ابن سلمان الذي تتضمن أجندته تخفيف دور الدين في الحياة اليومية. وسيسمح للنساء السعوديات قريباً بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب العامة. وستبدأ المرأة في يونيو العام المقبل بقيادة السيارات.
سباق نحو “الاعتدال”
وفي الوقت الذي يقلل فيه بعضهم من علاقة ما حدث في السعودية بالمواقف الإيرانية الجديدة إلا أن الشاعرة الصحافية الأمريكية – الإيرانية رويا حكاكيان التي أسست مركزاً لتوثيق حقوق الإنسان في إيران ذكرت في مقال لها في “نيويورك تايمز″أن النساء في إيران والسعودية استفدن من “سباق بين نظامين يسعيان لكسب جائزة البديل الإسلامي المعتدل”.
ونقلت عن مريم ميمارصديقي، المؤسسة المشاركة لمؤسسة “توانة”، موقع تعليمي مدني حول إيران، وتعيش الآن في أمريكا، قولها إنها ليست فقط سعيدة لأجل النساء السعوديات ولكنها “في قمة السعادة لرؤية الاستعلاء الأخلاقي الإيراني الكاذب يخرق بحيث أصبحت قوانين النظام الإيراني وأفعاله ضد حقوق المرأة بدت متخلفة عن بلد لطالما اعتبرت أكثر الدول تخلفا في المنطقة”.
وهناك من يقلل من العلاقة بين التطورات بين البلدين ويعزو التغيرات في إيران إلى أسباب أخرى. ويقول إن الشباب كانوا أكثر مقاومة للقيود الاجتماعية موازنة مع آبائهم. وقد يكون تخفيف القيود المتعلقة بملابس النساء في إيران علاقة بصعوبة المحاكمات والغرامات والسجن للمخالفات.
ونقلت الصحيفة عن نادر كريمي جوني، الصحافي الإيراني قوله: “ثبت أن عملية اعتقال النساء ومحاكمتهن مستهلكة للوقت”، وأضاف بأن القانون لم يتغير، فما حدث هو تغيير العقوبة من الغرامات المالية والجلد وأحياناً إلى”حضور دروس تثقيفية”. أما منح النساء حق قيادة السيارة في السعودية والذي ينظر إليه على أنه قفزة نوعية كان حقاً لطالما تمتعت به النساء الإيرانيات ومناطق أخرى في الشرق الأوسط وبقية العالم.
أما ما يسمح للنساء بارتدائه في الأماكن العامة وهو مسألة أخرى في السعودية تشكل بالكاد قضية في الكثير من البلدان الأخرى. وتقول سعاد أبو دية، فلسطينية وهي مستشارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمؤسسة (المساواة الآن) :”أنا آسفة أن أقول أننا في عام 2017 ولا نزال نتحدث ارتداء كذا وعدم ارتداء كذا ونأمل أن ما يحصل في السعودية سيستمر”. وفي الوقت الذي تجنبت فيه الربط بين ما يحصل في إيران والسعودية من تغيرات إلا أنها أشارت لمراقبة بعضهما بعضاً.