أحدث الأخبار
  • 09:21 . الصحة العالمية: مقتل 28 من أفراد الطواقم الطبية في لبنان... المزيد
  • 09:19 . "مدن القابضة" توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة... المزيد
  • 09:16 . رئيس الدولة ونظيره المصري يشهدان إعلان مخطط مشروع "رأس الحكمة"... المزيد
  • 07:18 . قرقاش يدعو إلى "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية" لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة... المزيد
  • 07:18 . السعودية ومصر ترفضان أي إجراءات تؤثر على سلامة وسيادة لبنان... المزيد
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد
  • 11:40 . الذهب يرتفع بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن واستمرار التوتر بالشرق لأوسط... المزيد
  • 11:39 . أسعار النفط ترتفع وتحافظ على مكاسبها الأسبوعية القوية... المزيد
  • 11:38 . الدوري الأوروبي.. توتنهام يواصل انتفاضته ومانشستر يونايتد ينجو من الخسارة ولاتسيو يتصدر... المزيد
  • 11:38 . "طيران الإمارات" تلغي جميع رحلاتها من وإلى ثلاث دول في المنطقة بسبب التوترات... المزيد
  • 11:36 . الولايات المتحدة.. أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم جراء الإعصار هيلين... المزيد
  • 11:35 . 18 شهيداً في غارة إسرائيلية على مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . غارات إسرائيلية على محيط معبر المصنع تقطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا... المزيد
  • 11:31 . الاحتلال يشن أعنف قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنباء عن استهداف خليفة نصر الله... المزيد

أطفال بألعاب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 17-04-2018

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من ينطبق عليهم هذا الوصف في كراسي القيادة.
خلال الأيام القليلة الماضية، وُضعت سوريا على طاولة الألعاب هذه.. ترمب يصرّح أنه سيسحب قواته من هناك، ثم يغيّر رأيه فيقرر شنّ حرب هناك، ثم تتحول الحرب إلى ضربة محدودة. ماكرون يقول إنه أقنع ترمب منفرداً بإبقاء قواته في سوريا بعد ساعات من تصريح مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بذلك، فيغضب ترمب ويعود ليعلن أنه سيسحب قواته، أي أن ماكرون لم يؤثّر عليه؛ ولكنه لم يحدد الوقت بعد. وبين كل تصريح وآخر تهرع المؤسسات المختلفة من وزارات الدفاع والخارجية والمؤسسات الدولية للتعامل مع هذه النزوات الفردية التي كسرت أسطورة دولة المؤسسات.
يصعب -حقيقةً- تصديق ما يحدث وأنت تشاهد الجيوش تتأهب والطائرات تقصف والبورصات تتهاوى، نتيجة مزاجية أفراد وصراع حول من يبدو أقوى في الإعلام، في ظل غياب كامل لمشاريع واضحة تقود المجتمع الدولي. لا شكّ أن القوى العظمى لم تكن يوماً في حالة مثالية أو حتى متوازنة، ولكن على الأقل كانت هناك قواعد للعبة تضمن أنه حال ظهور حمقى في سدة الحكم يكون هناك من يلجمهم ويعيدهم إلى آليات العمل الدولية، اليوم هؤلاء الحمقى هم من يديرون اللعبة ومن دون أية كفاءة.. من كوريا الشمالية إلى واشنطن، يُفتقد صوت العقل في معظم عواصم العالم، فالمتطرفون والمزاجيون يسيطرون، ومن ليس منهم مضطر للتماهي أو التعامل معهم، وبذلك تستمر حالة الفوضى التي نعيشها اليوم.
الوضع في سوريا مجرد مثال لذلك؛ حيث يمرّ بنا قادة روسيا والولايات المتحدة، ومن اصطف مع هذا أو ذاك في سكة قطار موت حقيقية لا يعرف معها أين سيقود هذا القطار الفاقد للسيطرة. الوضع مخيف بلا شكّ حين نعلم أن هذه القوى نووية وبإمكانها تحقيق أسوأ مخاوف كتّاب روايات «الديستوبيا الخيالية»، القليل من الطمأنينة يتحقق حين نجد أن قيود الواقع تفرض نفسها في اللحظات الأخيرة لتخفف من وطأة المزاجية السياسية، ولكن إلى متى ستصمد هذه القيود؟
خلال السنتين الأخيرتين، نجحت قيود المؤسسات والمجتمع الدولي في تجنيب العالم حرباً في شبه الجزيرة الكورية، وأخرى تنطلق من سوريا؛ ولكن ذلك ليس وضعاً قابلاً للاستدامة إذا استمر قادة مثل ترمب في مناصبهم لفترة طويلة، خاصة أن إحداث السوابق المزاجية يؤسس لحالة تسهّل على آخرين المضي في الطريق نفسه، فالعالم اليوم على شفا جرف وقريب جداً من حرب لا يُعرف مداها، ولكن التعويل على رحمة الله، ولغة العقل التي ما زالت تنازع الروح في البقية الباقية من عواصم العالم التي لم تنزلق في الحالة الترمبية.;