قالت صحيفة التايمز البريطانية إن تبرئة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من التآمر مع روسيا "لا تعني أن متاعبه انتهت".
ورأت التايمز أنه بغض النظر عن التهمة الأساسية "فإن ترامب لم يخرج سالماً تماماً من التحقيق. فالمحقق روبرت مولر أكد أن الحكومة الروسية دعمت فوز ترامب بالرئاسة، وعملت من أجل تحقيق هذا الهدف، وأن حملة ترامب كانت تتوقع أن تستفيد من المعلومات التي سرقت ثم سربت بمجهود روسي".
وبيّن التحقيق الذي قام به المحقق الأمريكي الخاص مولر، "أن ابن ترامب كان على اتصال متكرر مع موقع ويكيليكس، الذي سرب المعلومات المسروقة. وهذا كله دليل على إساءة التصرف، إذا لم يكن دليلاً على جريمة"، بحسب الصحيفة.
وتضيف التايمز في مقالها الافتتاحي، اليوم الجمعة، "أن تقرير أمس لا بد أنه سيعطي أسلحة للديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب ويملكون القدرة على بدء إجراءات لعزل الرئيس".
وقالت الصحيفة البريطانية إن مولر "لم يقرر إدانة ترامب بالتأثير على مجرى التحقيق"، مضيفة: "هذا الإجراء سيكون عملاً سياسياً محضاً سيندم الديمقراطيون لو مضوا فيه".
مثيرة للشك
أما صحيفة ديلي تلغراف البريطانية فقد ركزت على محاولة ترامب التأثير على سير التحقيق، مشيرة إلى ما أورده المحقق مولر من أدلة على أن تصرفات ترامب كانت "على الأقل مثيرة للشك".
وأشارت إلى أن بين هذه الحالات "اتصالاً هاتفياً أجراه ترامب مع مستشاره القانوني من كامب ديفيد، يقول له فيه "لا بد أن يرحل مولر"، ويطلب منه أن يوصل كلامه إلى المشرفين على التحقيق".
وخلص المحقق مولر إلى أن مساعي الرئيس للتأثير على مجرى التحقيق لم تكلل بالنجاح، وذلك لأن المحيطين بالرئيس رفضوا تنفيذ أوامره. فهو لا يبرئ الرئيس من محاولة التأثير على التحقيق، ولكنه لا يجد أيضاً دليلاً على وقوع جريمة، وفقاً للصحيفة.
وتضمن تقرير المحقق مولر حول دور روسيا في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وصفاً مفصلاً لسلسلة من الأفعال التي قام بها الرئيس ترامب لعرقلة مسار التحقيق؛ ما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان ارتكب جريمة عرقلة العدالة.
ولم يتوصل مولر لنتيجة حاسمة بشأن ما إذا كان ترامب- الذي ألقى التحقيق بشأن التدخل الروسي بظلاله على رئاسته- قد عرقل العدالة، لكنه لم يبرئه أيضاً.