أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

في حضور الغياب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-07-2019

في حضور الغياب! - البيان

باكراً جداً قررت أن أغادر المنزل، كانت المدينة بالكاد تفتح عينيها، كان الضوء يتسلل قوياً يحجز كل الأماكن فيها: تلك التي على أسطح البيوت، وأفاريز النوافذ، وكل تفاصيل الشوارع المستقيمة والطرقات الملتوية، لحظتها كنت أرتدي ثيابي لأغادر إلى المشفى.

لطالما وقفت في هذه اللحظة مرتبكةً تغمرني أسئلة الوجود: من أين ينهمر النور؟ كيف ينهض كل شي من الظلمة؟ وإلى أين يمضي هذا العالم؟ كيف نفعل حين يرتبك الوقت في الغياب ويغادرنا من نحب؟ كيف نحتمل وكيف نتحايل؟ ضجّ كل شيء حولي، وحين خرجت لاح لي عمال النظافة بأرديتهم الصفراء يكنسون جوانب الطرقات بتثاقل فتساءلت: مَن ذا يفكر في هؤلاء؟ وبماذا يفكّرون هم؟ من منا يتساءل باهتمام كيف تحتفظ المدينة بنظافتها طيلة الوقت؟ وهؤلاء الفتيات اللواتي يغسلن سيارات مخدوميهن ويروين الزرع أمام البوابات الفخمة: هلّا دققنا في ملامحهن المكدودة لنرَ بوضوحٍ حجم التعب والغضب والأسى، ومع ذلك فهُن يكملن أعمالهن بما يضمرن من مشاعر ليستمر وقع الحياة في المدينة.

توقفت حافلة، لفظت من أحشائها رتلاً من الرجال، برؤوس متلفتة وعيون صامتة، كانوا يجهزون بعض الطرقات الجديدة ليعبرها غيرهم، خلف عيونهم تقبع حكايات الغربة والتعب والحنين، يبثونها الفجر الذاهب في الصمت ويصمتون، وإذ تتساقط أشعة الشمس اللاهبة يتحركون كجيش من النحل، يرطنون ويبحثون هنا وهناك عن برادات المياه التي وضعها الخيّرون للغرباء المتعبين.

عبرتُ طريقاً طويلاً، حين وصلتُ دخلت مسرعةً إلى قسم العناية المركزة، مرّ النهار سريعاً، أدخلوني إلى غرفتها بعد انتظار طويل، وقفت أتلو القرآن على رأسها، بينما كانت هي تنزلق إلى المجهول، وفجأة أصبحت كل خطوط الأجهزة مستقيمة، ثم دوَّى جرس وهرعت الممرضات وبكت والدتي وتجمَّدت أنا. شعرت بالألم الحارق حين يموت شخص عزيز بين يديك. في مثل هذا اليوم من عام 2014 توفيت جدتي.