أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

عواصف اليمين المحافظ المتجهة نحونا

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 27-07-2019

عواصف اليمين المحافظ المتجهة نحونا | القدس العربي

في الولايات المتحدة الأمريكية يتكون بصورة متنامية تيار محافظ أصولي يميني متطرف. في السياسة يتبني كل الشعارات العنصرية المعادية للمسلمين والمهاجرين، وكل الأطروحات الرافضة لوجود دولة الرعاية الاجتماعية.
في الاقتصاد يتبني التيار الأسس التي تقوم عليها النيوليبرالية الرأسمالية العولمية، وفي مقدمتها الحرية التامة للسوق، وعدم تدخل الدولة لتنظيمة، والحد من مخاطر مغامراته المؤدية إلى نشر مزيد من الفقر ومن تهميش الطبقة الوسطى. وفي الاجتماع معاداة سافرة لكثير من حقوق المرأة، بل إرجاعها إلى البيت كتابعة للزوج تحت مسمى العائلة الطبيعية».
وكانت الضحية لكل ذلك المشهد العبثي الديمقراطية الليبرالية التي عُرفت بها أمريكا منذ تأسيسها كدولة، خصوصا بعد إقحام هلوسات وخرافات بعض الجماعات الدينية الرجعية في تبرير شعارات ذلك التيار.

قابل ذلك المشهد الأمريكي مشهد أوروبي مقلق تمثل في صعود حركات شعبوية غوغائية، منغلقة على ذاتها ومتعصبة ضد الآخر الأجنبي، ومعادية لأوروبا الموحدة، ومتراجعة عن فكرة دولة الرعاية الاجتماعية بخدماتها الإنسانية. وفي كثير من أطروحاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتماثل مع أطروحات التيار الأمريكي المحافظ الجديد. كمثال صارخ على الاتجاه الذي تسير نحوه أوروبا يكفي أن يستمع الإنسان لما قاله سلفيني الإيطالي، زعيم الحراك الشعبوي في إيطاليا، بعد نجاحات الحركات اليمينية الأوروبية في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة. يقول «نجاحاتنا تعني أن أوروبا قد تغيرت، ويضيف وهو يمسك مسبحه ويقبل الصليب». آن الأوان أن نحافظ على جذور أوروبا اليهودية ـ المسيحية».
هل هناك شك في أن أوروبا الأنوار والعلمانية والحداثة يراد لها أن تنقلب على تاريخها وديمقراطيتها وتعددها وتعددها الثقافي؟ ما يقلق الكثيرين من المفكرين والمثفقين في أمريكا وأوروبا هو ظهور دلائل كثيرة على التوجه نحو بناء تحالف يميني محافظ، يدور في فلك النيوليبرالية الرأسمالية ويدافع عن جنونها، في ما بين قوى التيار الأمريكي اليميني والقوى الشعبوية اليمينية الأوروبية. ويتحدث البعض عن ملايين الدولارات التي صرفها أغنياء اليمين الأمريكي على دعم انتخاب مرشحي الأحزاب الشعبوية الأوروبية، وعلى تمويل سخي لمؤتمرات مشتركة كثيره ولتلميع صور زعماء اليمين، وإسنادهم في الحصول على مراكز قيادية في مختلف المؤسسات السياسية والاقتصادية الأوروبية.
نحن إذن أمام بداية تكون مرعب خطر لتحالف يضمُ اليمين المحافظ الرجعي الأمريكي وحليفه اليمين الصهيوني العنصري الاستعماري من جهة، واليمين الشعبوي الأوروبي من جهة أخرى. والسؤال: هل سيقف الأمر عند هذا الحد؟ أم أن العالم سيواجه تمدُدا متناميا لذلك التحالف عبر العالم كله؟ منطق التاريخ وطبائع الاجتماع يقولان بأن الجواب هو «نعم» وشبه مؤكدُ. هذا يقود إلى سؤال ثان، يتعلق بنا نحن العرب. السؤال: هل سيسعى ذلك التحالف لضم ودعم اليمين المحافظ الرجعي العربي، بكل تجلياته السياسية والدينية والاقتصادية، وولاءاته القبلية والعرقية والطائفية، وفي الوقت نفسه لمحاربة كل القوى والتيارات التقدمية التحررية العربية؟ وهل سيعيد التاريخ نفسه عندما وقف الغرب الاستعماري، وبالتناغم التام مع حليفته الصهيونية، في خمسينيات القرن الماضي، وقف في وجه القوى القومية التقدمية التحررية بكل ثقله وعنفه حتى أنهكها ومزق صفوها، ومكن الرجعية العربية من تنظيم صفوفها والهيمنة على سائر المجتمعات العربية؟
هذا سؤال مفصلي تحتاج القوى التقدمية التحررية النهضوية العربية أن تطرحه على نفسها الآن وتستعد لمواجهة أهواله في المستقبل القريب، علينا أن نستعد لمواجهة عواصف ستهب علينا من بعض أنظمة الحكم الحكم الغربية، وفي مقدمتها نظام الحكم الأمريكي الجديد، ومن التحالف اليميني الشعبوي الأمريكي ـ الأوروبي – الصهيوني، ومن بعض العرب الذين تخلُوا عن التزاماتهم القومية العروبية، وعن كثير من القيم الديمقراطية العادلة الإنسانية، عواصف ستجتاح الوطن العربي كلُه، ولن توقفها إلاُ قوى تقدمية عربية تاريخية جديدة، في شكل تحالف تاريخي كبير مع قوى تقدمية عبر العالم كله.