أحدث الأخبار
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد
  • 10:23 . مسؤول عسكري: الجنود الأربعة سقطوا خلال نقل ذخائر... المزيد
  • 09:16 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق مهمة وسط الخرطوم... المزيد
  • 09:05 . وزير الدفاع الأمريكي: الحرب الشاملة ستكون مدمّرة لـ"إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 07:45 . محكمة تونسية تقضي بسجن مرشح رئاسي إلى ما بعد الانتخابات... المزيد
  • 07:18 . المالية: 1.1 مليار درهم لمزاد صكوك الخزينة الإسلامية في سبتمبر... المزيد
  • 07:16 . المركزي: التحويلات السنوية الخارجية بالدولة تتراجع 8.2% لـ133.7 مليار درهم... المزيد
  • 12:19 . صدام العمالقة.. العين والوصل في مواجهة مثيرة من دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:17 . دعوات عالمية لوقف إطلاق النار 21 يوما عبر حدود "إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 12:07 . لماذا تخفي أبوظبي حقيقة استشهاد جنود قواتنا المسلحة؟ وما علاقة الحادث بالسودان؟... المزيد
  • 11:27 . "طيران الإمارات" تلغي رحلاتها مع بيروت حتى 1 أكتوبر... المزيد

لقاح أمّة خرساء!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 28-11-2019


سحر ناصر:لقاح أمّة خرساء!- مقالات العرب القطرية لماذا يُدرجون في مناهجنا التعليمية مادة التربية الوطنية والمدنية، والحقوق الإنسانية، والحرية الفردية، وحرية الكلام، إذا كان مصيرنا الذي لا مفر منه هو أن نكون خرسان؟ لماذا يحدثوننا عن أهمية الديمقراطية، ويشرحون لنا في الصفوف الدراسية الجامعية الحضارة السياسية الغربية، طالما أنهم يريدون لنا العيش في ظلام الجاهلية؟ لماذا يلقّموننا اتفاقيات جنيف الدولية، وشرعة حقوق الإنسان العالمية، ومضامين الدساتير القومية، والاستقلالية، والسيادة الوطنية، إذا ما أرادوا لنا أن نبقى رهينة التبعية؟
لماذا لا يحقنونا منذ الولادة بلقاح ضدّ الفكر والكلام والكتابة والشعر وضدّ الحرية؟ لماذا لا يوفرون على أنفسهم نفقات فتح السجون، وشراء السلاح، وتلفيق التهم، ويستثمرون هذه الأموال في نتاج لقاح يجردّنا من العقل، لنعيش سعداء، قانعين بالظلام الذي يريدون لنا أن نعيش فيه، حيث الموت هو الهدف من هذه الحياة، كي ننتصر على المؤامرة الكونية؟
لماذا يُحدثوننا عن السلام وما قاله الأمين العام، وذاك الإمام، عن الحبّ والوئام والتعايش بين الشعوب، وهم يعتنقون الحرب عقيدة والسيف وسيلة والقلم للتخوين والتحريض والمهانة والإذلال؟
لماذا تُسمى ضحايا الأحزاب في عالمنا شهداء، وقتلى المدنيين المستقلين يُطلق على ضحاياهم العُملاء؟! لماذا تناشدوننا العودة إلى الوطن، وأنتم تغلقون بوجهنا كلّ الأبواب؟ لماذا هذا الجفاء؟ ما ذنبنا إذا لم يُبرمج عقلنا على كلّ هذا الحقد والجهل والهراء؟
أناشدكم باسم من تقدّسونه أو تبجلونه من أصحاب القرار في السياسة والاجتماع والاقتصاد، وبالتحالف مع القوى الكونية التي تريد لنا أن نبقى في ذلك القمقم، أن تجدوا لأطفالنا لقاحاً يجردهم من فكرهم، ونقدهم البناء. يجردهم من القدرة على الكلام، لقاحاً يُخرس أصواتهم عن التعبير والمطالبة بالسلام.
لا نريد لأطفالنا أن يكونوا متعبين -كما نحن- من كلّ ذلك الترهيب، والتخوين. شلّوا ألسنتنا بهذا اللقاح الموعود، فلا نتيجة منه إلا كعضلة للبلع من أجل البقاء على قيد هذه الحياة وفي أحسن الأحوال يستخدمها الكثيرون كعضلة للحس الأحذية ولعق الطرقات التي مرّ عليها الأولياء.
تقترحون المشاكل بلا حلول، وعندما ننطق بالحلّ، نُساق إلى السجون بتهمة الإرهاب. وإذا طالبناهم بمنح الفرصة للشباب مع التقدّم لهم بالشكر على جهودهم في مسيرة الجهاد، نُتهم بالجنون وبالتفاهة، والعجز عن إدارة شؤون البلاد.
لو كان بيدي حرية الاختيار، لاخترت الولادة والنشأة في وطن لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يعرف التنوع والتعددية والثقافة، ولا يرى إلا بعين واحدة وهي عين زعيم العشيرة، ولكنّ ذنبي أنني ولدتُ في بلد الحرف، في بلد أنتم من حسمتم أن تكون هويته تدور في فلك «الضاد»، الضاد التي اختلفتم عليها، حتى أصبحت هشّة حدّ الفرقة العمياء.
نناشدكم بأن تكفّوا عن النفاق، لقد أصبحت آذاننا صمّاء، ونسألكم فقط أن تمنحونا لقاحاً ضدّ الفكر والقلم والكلام، لقاحاً ينتزع منّا حبّ الحياة في سبيل الله.