أحدث الأخبار
  • 11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد
  • 11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد
  • 10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد
  • 10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد
  • 10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد
  • 10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد
  • 01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد
  • 09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد
  • 09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد
  • 09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد
  • 09:15 . فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار يطلب وقف النار في غزة... المزيد
  • 08:07 . محكمة باكستانية تطلق سراح عمران خان بكفالة في "قضية الفساد"... المزيد
  • 08:05 . مريم البلوشي وأمينة العبدولي.. تسع سنوات خلف قضبان أبوظبي... المزيد

لماذا يختلفون حول شخصيته.. هل محمد بن زايد رجل سلام أم أمير حرب؟

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-01-2020

لا توجد شخصية واحدة على هذه الأرض تحظى بالإجماع: تأييدأ أو معارضة، حبا أو كرها. ومثلما لكل شخصية منتقدوها ومستحسنوها، فلها أيضا أفعال تنقسم بشأنها التقييمات وتتعدد حولها التفسيرات وتتباين حولها الأحكام. نائب القائد العام للقوات المسلحة في دولة الإمارات، بات شخصية محورية محليا وإقليميا. وتكاد تنحصر الاختلافات حول شخصية محمد بن زايد بسبب منصبه العسكري، وهو ما جعل المناصرين يدعونه بـ"رجل السلام"، في حين يصفه خصومه بـ"أمير حرب". وفي الأيام القليلة الماضية، زاد الحديث حول هذه الشخصية، ما دفع  أنور قرقاش، ليكتب مغردا: "لا أستغرب الاهتمام السياسي والإعلامي الدولي الكبير بالشيخ محمد بن زايد، فهو شخصية مؤثرة في مسيرة الإمارات التنموية وفي ملف الاستقرار والمستقبل في المنطقة.. رصيد بوخالد الكبير هو بوصلة سياسية واضحة وشفافة ترى المنطقة من منظور واقعي، وتكوّن رؤيتها وفق هذا الأساس"، على حد تعبيره. فمن هو محمد بن زايد، وإلى أي معسكر ينتسب: الحرب أم السلام؟

ما هو خطاب محمد بن زايد: الحرب أم السلام؟

لن نتوقف كثيرا عند تصريحات ولي عهد أبوظبي، كون التصريحات الرسمية لا تعبر بالضرورة عن السلوك الفعلي والميداني. فحروب مدمرة كثيرة خيضت بزعم تحقيق السلام وتم إطلاق آلاف التصريحات السلمية حولها.

ولكن بصفة عامة، قال محمد بن زايد، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني الــ 48: "الإمارات كانت على الدوام داعية سلام وتعاون وضد الصراعات والحروب التي تستنزف الموارد وتنال من حق الشعوب في التنمية والتقدم والعيش الكريم".

ومما قاله أيضا: دولة الإمارات "ملتزمة بتطوير مجال التصنيع الدفاعي .. ومن جهة أخرى، تكريس مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها قوة إقليمية ودولية قادرة على الدفاع عن ترابها ومصالحها في الوقت الذي تلتزم فيه تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم".

إذن، يمكن استنتاج أن القوة والصناعات الدفاعية بحد ذاتها ليست عيبا أو جريمة، والرؤية واضحة من أن الحق بحاجة إلى قوة تحميه، وبين الدفاع والعدوان النيات، وبين القوة العادلة والأخرى الغاشمة التوجهات والأهداف.

ما هي أقوال وتقييمات المؤيدين لمحمد بن زايد؟

"محمد بن زايد.. صانع السلام والاستقرار"، عنوان تقرير على صحيفة "الاتحاد" الصادرة في أبوظبي، قبيل ساعات من دخول المنطقة برمتها لمرحلة من التوتر الخطير عشية اغتيال قاسم سليماني.

التقرير، ذكر عدة مبادرات ومشاريع سلمية أنجزها نائب القائد العام للقوات المسلحة، علما أن القائد العام هو سمو الشيخ خليفة بن زايد، شفاه الله، ويتعذر عليه القيام بمهام هذا المنصب كما يواجه صعوبات في مزاولة مهامه كرئيس للدولة وكحاكم لإمارة أبوظبي، والشيخ محمد بن زايد بحكم منصبه وموقعه يزاول جميع هذه المهام، بحسب الإعلام الغربي الذي يصفه بأنه "الحاكم الفعلي" لدولة الإمارات.

إحدى مبادرات محمد بن زايد العمل لمدة  عقد كامل، ولا يزال، على استئصال مرض شلل الأطفال في دول عدة، واستفاد منها نحو 400 مليون طفل سنوياً. وقالت "الاتحاد": "يشهد له التاريخ بأعماله النبيلة وجهوده الرامية إلى إرساء دعائم السلام واستتباب الأمن والأمان والاستقرار في بقاع الأرض على المستويين الإقليمي والعالمي، خصوصاً في الوطن العربي"، و"يشهد العالم بنجاح رؤيته في إرساء دعائم السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم أجمع".

ورعى محمد بن زايد وثيقة الأخوة الإنسانية في فبراير 2019، ورعى وساطة لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو 2018. ومنتدى تعزيز السلم الذي أسسته أبوظبي وقف خلف "إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية"، و"إعلان واشنطن لتحالف القيم 2018"، وشهد توقيع ميثاق "حلف الفضول الجديد"، وإصدار "مجلد التسامح" كأول جزء من أجزاء موسوعة السلم.

واستقبل  محمد بن زايد "ديفيد بيزلي" المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أكثر من مرة خلال الشهور القليلة الماضية.

ومؤخرا، أجرى محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، وأكد وقوف دولة الإمارات "إلى جانب السودان في كل ما يحقق طموحات شعبه الشقيق في التنمية والسلام".

ولكن، ورغم كل ذلك، ما هي التقييمات الأخرى لشخصية محمد بن زايد؟

يرى متابعون أن دولة الإمارات تتصرف منذ الربيع العربي "بعدوانية"، مستدلين بالقواعد العسكرية الإماراتية في إفريقيا، ودعمها لعدد من مناطق الصراع والحروب الأهلية في ليبيا ومحاربة تنظيم القاعدة في اليمن، فضلا عن مشاركتها في 6 حروب خلال الـ25 سنة الماضية وفق تأكيد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة. وهذه الـ25 سنة، هي منذ 1994، السنة التي شهدت ظهور محمد بن زايد فعليا على الساحة المحلية والعالمية في مناصبه العسكرية وصفقات السلاح مع الولايات المتحدة.

وفي أحدث تقرير عن شخصية محمد بن زايد، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن محمد بن زايد استقبل مراسلها لإجراء مقابلة صحفية معه في ميدان رماية، يتدرب فيه هو وشقيقاته وبناته.

وقالت الصحيفة: محمد بن زايد ساعد الجيش المصري في خلع الرئيس الراحل محمد مرسي. وفي ليبيا عام 2015، تحدى الحظر الأممي لدعم حفتر، وانضم إلى الحرب السعودية في اليمن لمحاربة الحوثيين. و"في عام 2017، كسر تقليدا قديما من خلال إعلان حظر عدواني على جارته الخليجية قطر".

وأضافت: وضع محمد بن زايد الكثير من موارده الهائلة في الثورة المضادة، ويدير جيشا مجهزا وتدريبا أفضل من أي شخص آخر في المنطقة باستثناء إسرائيل.

وفي عام 2009 اتخذ محمد بن زايد قرارا من شأنه أن يزيد من قدرته على إبراز السلطة خارج حدوده إلى حد كبير. ودعا اللواء الأسترالي مايكل هندمارش،، للمساعدة في إعادة تنظيم الجيش الإماراتي، وانتهى به الأمر لاختياره قائدا للجيش.

ومن جهته، كان قد نشر معهد مونتين في فرنسا سيرة محمد بن زايد، ومما أكده المعهد: "من العناصر الأساسية لقوته اعتماده على الجيش، إذ تلقى تعليمه في ساندهيرست ولديه حس عسكري قوي"، و"يحلم ببلد يشبه قاعدة عسكرية واسعة، ولذا بنى قاعدة عملاء لا مثيل لها".

 ولم يتردد المعهد بوصف محمد بن زايد بأنه "زعيم حرب"، "يهدف إلى إظهار القوة لردع الآخرين، وأيضا لتعبئة مواطنيه، إذ لا شيء في نظره يتفوق على التجربة العسكرية".

 والأسبوع الجاري، وصفت مجلة "فوربس" الأمريكية، محمد بن زايد، بأنه "ديكتاتور" ساهم في إذكاء المشاكل بمنطقة الشرق الأوسط. وزعمت المجلة: "محمد بن زايد استخدم موارد بلاده المالية والعسكرية للقضاء على الميول الديمقراطية في المنطقة، تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي".

وبحسب المجلة، فإن المغامرة العسكرية للإمارات أفادت كثيرا الولايات المتحدة التي قدمت لأبوظبي أسلحة بقيمة أكثر من 27 مليار دولار على مدار العقد الماضي.

ومن جهتها، شنت صحيفة تركية هجوماً حاداً على محمد بن زايد، ووصفته بـ"أمير الإرهاب"، على خلفية الاتهامات التي تطوله بدعم خليفة حفتر في هجومه على طرابلس.

أما وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، صالح الجبواني، فقد كتب على حسابه في "تويتر": ليس لدى الإمارات النية للانسحاب من مدن جنوب اليمن بل تعزز قواتها في المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها ". وأضاف زاعما :"ستخرج الإمارات، لكن محمد بن زايد لن يخرج إلا بعد أن يغرق بلادنا في بحور من الدم بدأها بالانقلاب الغادر في عدن".

والأسوأ من ذلك، هو تجرؤ الأمم المتحدة على ذكر اسم محمد بن زايد على قائمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

وفي المسألة الليبية الراهنة، فقد استقبل محمد بن زايد وأجرى خلال بضعة أيام عدة اتصالات مع زعماء عالميين: ترامب، بوتين، ماكرون، ميركل، وغيرهم للبحث في وقف إطلاق نار في ليبيا وسط تنكر حفتر لأي اتفاق والتزام بهدنة.  

ويتفق المؤيدون والمعارضون، بأن اتصالات زعماء دوليين بمحمد بن زايد اعتراف، بدوره وأهميته،  وأن بيده مفتاح الحرب والسلام في هذا البلد على الأقل. وسط تساؤلات الفريقين: إلى أين سيجنح نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، في هذا البلد العربي المنهك والمنتهك بسلاح إماراتي يستخدمه القاتل الليبي: حفتر.