أحدث الأخبار
  • 11:04 . إعلام عبري: "إسرائيل" تدرس قصف مقر خامنئي في إيران... المزيد
  • 09:29 . مجلس الوزراء يناقش مستجدات تنظيم نقل النفايات بين الإمارات ودعم الاستثمارات في البنية التحتية... المزيد
  • 07:09 . في ذكرى طوفان الأقصى.. استطلاع: 86 بالمئة من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش بمحاذاة غزة... المزيد
  • 07:07 . مقتل شرطية إسرائيلية وإصابة 13 بعملية مزدوجة في بئر السبع... المزيد
  • 07:06 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان العلاقات وتطورات الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان... المزيد
  • 12:17 . الأرصاد: تأثر الدولة بامتداد منخفض جوي سطحي من الأحد إلى الأربعاء... المزيد
  • 11:20 . أكثر من 110 شهداء وجرحى.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في غزة... المزيد
  • 11:08 . قرقاش: الإمارات ستواصل جهودها لتخفيف معاناة الشعب اللبناني... المزيد
  • 10:48 . رئيس الدولة ونظيره الصربي يبحثان في بلغراد تعزيز الشراكة الإستراتيجية... المزيد
  • 10:28 . هاتريك تورام يقود إنتر ميلان للفوز على تورينو بالدوري الإيطالي... المزيد
  • 10:27 . ريال مدريد يفوز على فياريال بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:26 . الجيش الإسرائيلي: قصفنا مواقع لتخزين أسلحة لـ”حزب الله” في بيروت... المزيد
  • 09:21 . بعد تفجيرات لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة الاتصال اللاسلكية... المزيد
  • 08:45 . استشهاد قياديين بالقسام في غارات إسرائيلية على لبنان... المزيد
  • 08:41 . ليفربول يضمن صدارة البريميرليغ في فترة التوقف الدولي... المزيد
  • 07:05 . مجلس الوزراء يقر تعديلات جديدة حول لائحة ضريبة القيمة المضافة... المزيد

بفعل «كورونا».. هل اقترب العالم أكثر من فهم معنى الاحتلال؟

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 13-04-2020

«نِيسان» في الذاكرة الفلسطينية حافل بالأحداث العظيمة التي تأبى النسيان، إنه شاهد على أطول وباء في عصرنا الحالي، وباء لم يجتهد العالم في صنع لقاح له منذ عشرات السنوات، ذلك الوباء الذي أعلن عن نفسه ككيان مستقل في 15 مايو من عام 1948، بعد سلسلة من المجازر الوحشية البشعة.
منذ ذلك التاريخ الذي أسماه الفلسطينيون «نكبة»، وما سبقه من انتهاكات ومجازر للصهيونية، والفلسطينيون يعانون أشد المعاناة، لقد دخلت آثار ذلك الوباء والسرطان الإسرائيلي إلى كل بيت فلسطيني، فتجد فيه الجريح، وتجد الشهيد والأسير، وبكل تأكيد لا يخلو الأمر من اللاجئين.
أكبر شعب لاجئ في العالم، جله بعيد عن وطنه وأرضه، ولعل العالم اليوم أقرب لفهم معاني تلك المعاناة، وذلك القهر، الناس محبوسون اليوم وبعيدون -مؤقتاً- عن أماكن عملهم وعن المتنزهات والشواطئ والبساتين والهضاب والجبال، وكل مكان جميل كانوا يقضون فيه أيامهم الجميلة، قبل كورونا، وأيضاً بعيدون عن دور العبادة التي كانوا يجدون فيها راحة وطمأنينة لأرواحهم.
إلا أن الفلسطيني يعيش هذا المعاني يومياً منذ قرابة قرن من الزمان، وأنا واحد من هؤلاء الفلسطينيين الذين سمعوا عن أراضيهم المحتلة منذ ولادتهم، إلا أنه لم يتمكّن من زيارتها أو إلقاء النظر عليها، وربما من بعيد يستطيع أن يرمقها بعين لامعة دامعة، ولا يستطيع غالبيتهم الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، أقدس مكان عبادة بالنسبة لهم في أرضهم.
ليس سهلاً أن يتنقل من مدينة لأخرى، ولا يستطيع الفلسطيني مثلاً أن ينتقل من غزة إلى الضفة أو العكس بسهولة، بل يحتاج ذلك لإجراءات طويلة وتصاريح لا تصدر إلا لفئة قليلة جداً من السكان، ناهيك عن استحالة زيارته باقي مدن فلسطين المحتلة مثل عكا وحيفا ويافا واللد وصفد....، أما قوائم الممنوعين من السفر فلا تعد ولا تحصى، وحسب مراكز حقوقية فإن الممنوعين من السفر من المرضى الفلسطينيين كانوا بعشرات الآلاف خلال السنوات الأخيرة.
نعم هناك من يحتل شوارعنا، أزقتنا، أراضينا، بحرنا، أجواءنا، وكل شيء، حتى أحلامنا ومستقبلنا، نحن دائماً نشعر بالملاحقة، إنه فيروس يطارد الفلسطينيين في كل مكان، لقد وصل إلى العالم الفلسطيني «فادي البطش» في أقاصي الدنيا، ولا تتوقف آثاره وأعراضه عند الملاحقة المباشرة.
الفلسطيني حركته مقيّدة جراء الاحتلال خارج فلسطين أيضاً، فغالبية اللاجئين خارجها من حملة الوثائق، لا يتحرّكون إلا في إطار ضيق جداً، ولا يمنحون تصاريح لدخول معظم بلدان العالم، كما لو كانوا وثيقة حجر لا «وثيقة سفر»، إنه أشبه بالحجر وقت «كورونا» والمنع من السفر، إلا أنه دائم وليس مؤقت، وفي بعض البلدان لا يُسمح لهم بالعمل في عشرات المهن، ولا يتمتعون بالحد الأدنى من الحقوق المدنية.
النكبة دخلت إلى كل شيء في فلسطين والفلسطيني، وشكلت وعيه وصقلت شخصيته، تركت فيه ندوباً وآثاراً معنوية كبيرة، حتى أولئك الذين شكلوا الفعل الفلسطيني المقاوم، ولم يكتفوا بلعب دور الضحية هم مظلومون أيضاً وهم ضحايا، هم جزء من المأساة، وإن برزت فيهم معاني البطولة، وكانوا عناوينها.
«المناضلون» في فلسطين مثل الأطباء النبلاء في المستشفيات لا يملكون رفاهية الخيارات، يكافحون المرض ما استطاعوا، وأعظمهم من يسقط بل هو ارتقى، فمن يقف في وجه الجائحة ويعمل على مجابهتها ما استطاع ويقدم روحه في هذه المهمة الإنسانية والأخلاقية الراقية، أقل ما يقال عنه بطل.
تلك المعاني المتشابهة والمتقاطعة بفعل الظروف الاستثنائية قد تجعل العالم يقترب أكثر من فهم طبيعة ما يشعر الفلسطيني به تحت الاحتلال.