قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية ، في افتتاحية عددها الصادر هذا الثلاثاء، إن السفن والزوارق الحربية والطائرات بدون طيار حلّت محل السيف؛ والهدف واضح، بحسبها، حيث يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصفته ب”السلطان”الجديد، إبراز القوة الإمبريالية القديمة خارج حدودها ، كما كان الحال في عهد محمد الثاني ، واستعادة فخر تركيا. فبعد تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد، في 10 يوليو/تموز المنصرم ، استحضر “أردوغان الفاتح” التاريخ مرة أخرى لتبرير التحول في سياسته الإقليمية من خلال اقرار نهاية سياسة “صفر مشاكل مع الجيران”.
لوفيغارو: أردوغان “الفاتح” استحضر التاريخ مرة أخرى لتبرير التحولات في سياسته الإقليمية
وأضافت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها أن أردوغان رسم خطوطًا فاصلة جديدة في البحر الأبيض المتوسط مع فائز السّراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة، والذي تحالف مع الرئيس التركي بعد أن تخلى عنه حلفاؤه الغربيون. فبالنسبة لرجب طيب أردوغان ، فإن هذا “التعاون في المجال العسكري ومجال الطاقة” قد قلب الطاولة على “معاهدة سيفر” والتي كانت مصادقة الدولة العثمانية عليها هي المسار الأخير في نعش تفككها وانهيارها بعد الحرب العالمية الأولى. وما تزال هذه المعاهدة تجسد الإهانات التي تعرض لها البلد في اللاوعي الجماعي التركي.
وتابعت لوفيغارو التوضيح في افتتاحيتها هذه أن قضية الحدود البحرية تسمم العلاقات بين تركيا وجارتها اليونان منذ عقود؛ وقد تفاقم التوتر منذ اكتشاف رواسب الغاز الطبيعي التي تؤجج طمع “السلطان”، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن تركيا تواجه بشكل منفرد كلاً من اليونان وإسرائيل ومصر وقبرص، والتي تخطط لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وذلك بدعم من الغرب. لكن أردوغان استنكر “تقطيع” الأمة من قبل “أعداء خارجيين” – معظمهم من الغرب – ويقول إنه يثق في قدرات جيشه.
وأضافت لوفيغارو أن أردوغان، الذي أضعفته الأزمة الاقتصادية وتراجع الدعم لحزبه (العدالة والتنمية)، وعد الأتراك بأنهم سيحصلون على نصيبهم العادل من هذه الثروة. فقد أمر بالحفر قبالة قبرص وفي كاستيلوريزو. ترافق السفن الحربية سفن الاستكشاف، متسببا. في تصعيد خطير في المياه اليونانية. وتراجع أردوغان في مواجهة التهديدات بالعقوبات الأوروبية، لكنه لن يستسلم. فالمعركة من أجل ثروات شرق البحر المتوسط بدأت لتوها، تختتم لوفيغارو.