أحدث الأخبار
  • 12:18 . دراسة: "اللهايات الرقمية" تؤذي الأطفال... المزيد
  • 11:55 . الأهلي المصري ينعش آماله بإحراز لقب الدوري بالفوز على المتصدر بيراميدز... المزيد
  • 11:41 . إعلام يمني: أبوظبي كانت على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على الحديدة... المزيد
  • 11:30 . أبيض الشاطئية" وصيفاً في "كأس باتومي الدولية"... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار النفط وسط توقعات بزيادة المخزون وضعف الطلب... المزيد
  • 11:24 . الذهب يصعد مع ترقب المستثمرين بيانات اقتصادية أمريكية... المزيد
  • 11:17 . استشهاد فتاة وإصابة ثلاث أخريات في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم طولكرم... المزيد
  • 11:06 . إيران تربط تحسين علاقاتها مع أوروبا بتبني سياسات مستقلة عن واشنطن... المزيد
  • 10:57 . هاريس ستلتقي نتنياهو في واشنطن لبحث الحرب في غزة وتبلغه بضرورة إنهائها... المزيد
  • 10:52 . بينها حماس وفتح.. الصين تعلن اتفاق الفصائل الفلسطينية على تشكيل "حكومة مصالحة وطنية"... المزيد
  • 10:47 . "تكريس لبيئة القمع".. مرصد حقوقي يحث أبوظبي على الإفراج الفوري عن العمال البنغال وإلغاء محاكمتهم... المزيد
  • 09:32 . أمبري: الحرس الثوري الإيراني يعترض ناقلة إماراتية... المزيد
  • 09:07 . حاكم الشارقة يوجه بمعاملة أبناء المواطنات الموظفين أسوة بالمواطنين... المزيد
  • 08:50 . لأول مرة.. القسام تبث مشاهد لثلاث عمليات في طولكرم بتقنية جديدة... المزيد
  • 08:14 . حاكم الشارقة يعتمد خصماً بـ50 % للطلبة الجدد في جامعة الذيد... المزيد
  • 07:57 . بعد العطل الإلكتروني العالمي.. تحذير مهم من استخدام هذه المواقع... المزيد

حقوقي إسرائيلي: هل سيخفي برج خليفة سياسة الأبرتهايد التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين؟

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-08-2020

يسوق نتنياهو الاتفاق مع الإمارات كدليل على أن السلام في الشرق الأوسط لا يقتضي استقلال وتحرير فلسطيني. وإذا أردنا قول الحقيقة، فإن مناحيم بيغن وإسحق رابين سبق وأثبتا ذلك قبله عندما لم تشترط اتفاقيات السلام التي تم التوقيع عليها مع مصر والأردن إنهاء الاحتلال. ولكن نتنياهو أول رئيس حكومة يلوح بعدم حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين كإنجاز سياسي. قد يثبت الاتفاق مع الإمارات أنه بالإمكان تطبيع العلاقات مع دول كثيرة في الشرق الأوسط والاستمرار في احتلال شعب عربي. حيث التوقيع بالأيدي على الوثائق، في حين يداس على حنجرة الفلسطينيين بالأرجل، ويمكن القيام بالأمرين في الوقت نفسه. إذاً ما الغريب؟ كيف يفيدنا هذا وأين سيوصلنا؟

كل التطبيعات في العالم، كل أنظمة تتبع معارضي النظام التي ستبيعها إسرائيل بفضلها للديكتاتورات في منطقتنا، وكل عمليات التسوق التي سيقوم بها الإسرائيليون في المجمعات التجارية في دبي، لن تخفي جريمة الأبرتهايد التي نواصل ارتكابها تجاه الشعب الفلسطيني. في الوقت الذي نبني فيه علاقات مع دول الخليج تواصل سياسة حكومتنا فرض الدونية على الفلسطينيين بكل الطرق، وتطوير تفوق يهودي.

هي تؤسس حياة خالية من الحقوق لملايين الأشخاص، مع قمع منهجي من خلال استخدام القوة وتحرمهم من كل موارد وطنهم. تبدو هذه السياسة بشكل أقل جودة من الاحتفالات في حدائق البيت الأبيض، وتشكل محركاً قوياً لتغيير تدريجي، لكنه مستمر ودراماتيكي بالنسبة لإسرائيل، بالأساس في المجتمع المدني الدولي، وتدريجياً أيضاً لدى زعماء سياسيين وحتى في تجمعات يهودية كثيرة في أرجاء العالم. نفضل تصنيف كل عنصر في هذه العملية على أنه لاسامي كي نحصل على إعفاء من مواجهة انتقاد. وهكذا نقوم بتنفيذ فعل مشين في النضال ضد كراهية اليهود.

سيؤدي إنجاز نتنياهو كما يبدو إلى تركيز الدبلوماسية العالمية على الأحداث البراقة للاحتفالات بالعلاقات الجديدة بين إسرائيل ودول الخليج. وربما ستصدر طبعة جديدة من الكتاب الأكثر بيعاً “فيلا في الغابة”.

وقد يرفع العالم (مرة أخرى) نظرة عن أقبية التعذيب التي تعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع تحت قاعة الحفلات الإسرائيلية، ولكن ثمة حدود لتجاهل خزانة الهياكل العظمية.
الفلسطينيون باقون، وسيواصل الأبرتهايد الإسرائيلي البزوغ من كل زاوية. وحتى لو وضعوا برج خليفة في قلندية فلن يخفي معسكر عوفر الذي يقع قربه. هناك المحكمة العسكرية متجمدة منذ عشرات السنين لقمع سياسي وحشي (نعم، وكذلك لمعاقبة القتلة). وهو لن يخفي جهاز القضاء المزدوج الذي تظهره اللافتات في الشوارع المنتشرة على جانبي الحواجز في الضفة الغربية، وتوضح أن هناك قانوناً للفلسطينيين وآخر لليهود، ولن يخفي جدران الفصل والتطوير اليهودي الكثيف إلى جانب منع وهدم كل تطور فلسطيني، والبنى التحتية المنفصلة بطريقة منفصلة وغير متساوية على الإطلاق.
تتجول إسرائيل بالطائرة مثل رئيس المنظمة الإجرامية الذي يرتدي ويشم رائحة عطر فاخر بذوق رفيع، لكن الجميع يرى المكالمات الهاتفية العصبية التي يجريها، والمسدس الذي يخرج من جيب معطفه. ويعرفون أن أمواله مجبولة بالدم. إسرائيل مضطرة إلى استثمار موارد ورأس مال سياسي طوال الوقت للحفاظ على التجاهل الدولي لجرائمها، والتعاون مع زعماء مستبدين وتطوير علاقات مع دول مجذومة. واستمرار الاحتلال والأبرتهايد يلزمنا بالعضوية في العالم السفلي الدولي. ويتطلب منا العيش في حياة إجرامية.
قد يكون نتنياهو على حق، وقد نصنع سلاماً مع دول عربية من فوق رؤوس الفلسطينيين. ولكن هذا ليس ما حاول أن يقوله. النص الفرعي هو.. إذا كان بالإمكان قضاء عطلة نهاية الأسبوع في سباق الجمال في صحراء دبي، فلن يكلفنا الاحتلال والفصل العنصري أي شيء، نحن الإسرائيليين.

إذا كان يمكن التوصل إلى علاقات طبيعية مع جيراننا دون أن يحظى فلسطيني واحد بحريته، فكل شيء جيد وليس هناك سبب أو ضغط لحل العقدة الفلسطينية – الإسرائيلية. وهذه بالضبط طريقة تفكير مجرم. إذا سكت الجيران عن صرخات استغاثة زوجتي وأنا أضربها، فلا مشكلة. يمكن مواصلة الضرب؛ وإذا لم أدخل السجن بسبب سرقة فليس هناك سبب للتوقف عنها.
على الإسرائيليين التمرد ضد الأبرتهايد الذي يمارس باسمهم، لا لأن شرطياً سيأتي أو لم تتم دعوتنا للحفلات، بل لأن أشخاصاً محترمين لا يرتكبون جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. لأننا جميعاً بشر وعلينا أن لا نصنع لشعب آخر مكروهاً. لأنه إذا كان هناك عبرة ما من تاريخ شعبنا فهي أن نتجند من أجل مجموعات إنسانية يمارس ضدها التمييز ويتم استغلالها واضطهادها. إذاً، مبروك يا بيبي على الاتفاق مع الشيخ خليفة.

ولكن تذكر: حتى وأنت تصنع سلاماً.. ما زلت رئيس دولة تمارس الإجرام ضد شعب آخر. وإذا كان علي المراهنة، فهذا ما ستسجله صفحتك في “ويكيبيديا” بعد مئة سنة، وليس خطوط الهاتف مع أبوظبي، وفق ما أنهى الناشط الحقوقي الاسرائيلي ميخائيل سفارد تعليقه على اتفاق التطبيع بين أبوظبي واسرائيل.