يتحرك المستثمرون في إسرائيل ودولة الإمارات حاليا لعقد صفقات في بيئة أعمال تشهد تحولا بسبب الاختراق الدبلوماسي بين البلدين. فالاتفاق الأخير بين الدولتين يفتح الطريق لإنشاء رحلات جوية مباشرة وروابط اتصالات واستكشاف مشاريع مشتركة، وفي بعض الحالات جلب التجارة التي ظلت تحت الأرض لمدة طويلة إلى العلن. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
علاقات ثنائية
نسب إلى الملياردير الإماراتي خلف الحبتور، مالك أحد أكبر التكتلات الإماراتية مجموعة الحبتور، أنه أطلق محادثات مع "شركة طيران إسرإير المحدودة" (Israir Airlines)، وهي شركة طيران إسرائيلية محلية، لبدء رحلات تجارية مباشرة.
ويقول آفي إيال، الشريك الإداري لشركة إنتري كابيتال (Entree Capital) ومقرها إسرائيل، إنه تلقى العشرات من الرسائل والمكالمات الهاتفية من إسرائيليين وإماراتيين مهتمين بدخول السوق الأخرى، موضحا أنه يعمل مع شركاء إماراتيين لتأسيس نوع من الغرف التجارية أو المنظمات المهنية لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات التجارية الثنائية.
وقال التقرير إن شركة "بي أو أند بي أو" (Bo&Bo) المحدودة الصغيرة التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها، والتي يملكها غادي نير وتبيع آلات العلاج الطبيعي التي تراقب تقدم المريض، يمكنها الآن المضي قدما في المبيعات المباشرة إلى الإمارات، وهو خيار أقل تكلفة من نقل بعض عملياتها إلى الصين، الأمر الذي كان سيسمح لها بدخول السوق قبل أن يتحرك البلدان لإقامة علاقات رسمية.
وبموجب اتفاق أُعلن الأسبوع الماضي، ستصبح شركة إماراتية، لم تتم تسميتها، الموزع الحصري لشركة "بي أو أند بي أو" في الخليج مقابل حوالي مليون دولار سنويا يدفعها الموزع للشركة الإسرائيلية، ووصف نير هذا المبلغ بأنه مذهل بالنسبة لشركة صغيرة في إسرائيل.
وقبل التحرك لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، كان إجراء الأعمال التجارية بين البلدين يتطلب درجة معينة من التخفي، وكانت الصفقات تُبرم من خلال شركات فرعية في دول ثالثة مثل سنغافورة أو قبرص.
أطراف خارجية
تتطلب المكالمات المباشرة بين الأطراف أرقاما خارجية، وكانت هناك حاجة للشبكات الخاصة الافتراضية للوصول إلى المواقع المحجوبة من قبل الحكومات، واستخدم البعض جوازات سفر أجنبية للتنقل بين البلدين، وفق التقرير ذاته.
ولأن التجارة بين إسرائيل والإمارات كانت تتم إلى حد كبير عبر بلدان ثالثة، فلا تتوفر أرقام رسمية حول حجمها، في حين قدر معهد توني بلير للتغيير العالمي أن إجمالي التجارة الإسرائيلية مع دول خليجية يبلغ حوالي مليار دولار فقط.
ويأمل المستثمرون في كل من الإمارات وإسرائيل أن ينتج عن التقارب فرص أكثر من "السلام البارد" مع مصر والأردن (بعد أكثر من ربع قرن من السلام)، فقد بلغت الصادرات المصرية لإسرائيل عام 2018 نحو نصف مليار دولار، مع واردات أقل من 115 مليون دولار، بحسب البنك الدولي. وبلغ حجم التجارة مع الأردن أقل من 80 مليون دولار في كل اتجاه.
واستمر التقرير بقول إن أحد الجوانب الإيجابية هي أن الإمارات لا تشارك تاريخ مصر والأردن في الصراع مع إسرائيل، فالإمارات لم تحصل على استقلالها من بريطانيا إلا عام 1971، أي بعد خوض حربين من الحروب العربية الإسرائيلية الثلاث، ويتألف سكانها من أغلبية ساحقة من الأجانب الذين من المرجح أن يتعاملوا مع إسرائيل أكثر من المصريين والأردنيين.
وبما أن الرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والإمارات ستتطلب إذنا بالتحليق فوق جار واحد على الأقل، السعودية التي لا تزال لا تعترف بإسرائيل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يحاول الحصول على هذا الإذن، وقالت إسرائيل والسودان يوم الثلاثاء الماضي إنهما تعملان على اتفاق لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، وفق ما يذكر التقرير.