قال كاتب إسرائيلي إن "أول سفير لدولة في إسرائيل، وخلال زيارته الأولى التي استمرت ثلاثة أيام، التقى بأربعة وزراء ورئيس الحكومة ورئيس الدولة، هو لم يأت ليقضي الوقت، بل ليباشر عمله" لافتاً إلى وجود فوارق كبيرة بين سلام مصر والأردن وتطبيع أبوظبي.
وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، أنه "عندما يُسمع نشيد الإمارات في القصر الرئاسي لإسرائيل في مدينة القدس، يمكن القول إن الشيء الحقيقي قد حدث بينهما، بعد تبادل الزيارات الرسمية بينهما، وتقديم الوعود، وعقد محادثات عملية لا حصر لها، حتى جاء محمد آل حاجة، أول سفير إماراتي في إسرائيل، لتقديم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين".
وأوضح خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "السفير الإماراتي حمل معه رسالة من أبوظبي إلى تل أبيب، مفادها أن هذه الصداقة مع إسرائيل تثيرنا، ولكن لدينا أهدافًا واحتياجات منها، لذلك أتيت للعمل، وقد بدا كم أنه عميق في مهمته، واعدا بأنه سيعمل بجد لتقوية الاتصالات السياسية بين البلدين"
وأشار إلى أن "آل حاجة قبل وصوله لمنزل الرئيس الإسرائيلي التقى بوزير الخارجية غابي اشكنازي، وفي اليوم التالي استضافه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ثم بوزيرة السياحة أوريت هكوهين فركش، ووزير التعاون الإقليمي أوفير أكونيس، وكان مقررا لقاؤه بوزير الاقتصاد عمير بيرتس، كل هذا في ثلاثة أيام فقط، وهذا الماراثون من الاجتماعات يدل على التشوق الذي يشعر به السفير ودولته لترسيخ العلاقات مع إسرائيل".
وأوضح أنه "بين سطور السفير الإماراتي برز الدفء أيضًا من فمه، وهي "لدغة" موجهة نحو مصر والأردن، اللتان أفرغتا السلام من محتواه، وأضاعتا ثماره، مع أنه خلال نصف عام من الاتصال المفتوح معهم، واجه أصدقاؤنا الإماراتيون الجدد العديد من الإسرائيليين الذين يطلبون أموالهم بشكل أساسي، وهم لا يحبون هذه الصيغة، وتريد أن تبتعد عن كونها بمثابة جهاز صراف آلي إقليمي".
وأكد أن "خطاب السفير قدم اقتراحا لمشاريع مشتركة في الدوائر السياسية والتجارية والأمنية والثقافية والأيديولوجية الإماراتية والإسرائيلية، ولم تتلق إسرائيل مثل هذا العرض الواعد والكامل من أي دولة عربية، ومن يتابع باهتمام، سيلاحظ في تصريحات المسؤولين الإماراتيين الكثير عن أوجه الشبه بين دولتهم وإسرائيل، وهذا التشابه واضح منذ بداية العلاقة، فهم يرون أن بلدهم مشروع ناجح في المرتبة الثانية بعد النموذج الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "الإماراتيين دأبوا على الكشف عن مزيد من الدلائل على هذا التطابق مع النموذج الإسرائيلي، فالبلدان أحد أهم وأكبر الاقتصادات في المنطقة، اقتصاد يشجع النمو، ويخلق الفرص، وفي أول ليلة له في إسرائيل، تجول السفير في حسابه الخاص على "تويتر"، وكتب عن تحركاته، وتأكد من إرسال التغريدات بالعربية إلى جمهوره، وباللغة العبرية للجمهور الإسرائيلي، وهذا أيضًا شيء جديد".
وأوضح أنه "من العبارات اللافتة التي كتبها السفير الإماراتي على "تويتر" أنني "وصلت تل أبيب اليوم"، رغم أنه أمضى يومه في مدينة القدس، وفي تغريداته باللغتين العربية والعبرية، تم إخفاء القدس عمداً، خشية أن تثير كل لقاءاته الإسرائيلية في المدينة مزيدا من الجدل بين الرواد العرب، مع العلم أنه قبل أسبوع واحد فقط، وصل وزير الطاقة المصري إلى إسرائيل، مخفيًا الكثير مما عايشه في هذه الزيارة".
وختم بالقول إنه "بينما أخفى الوزير المصري حقيقة رحلته إلى إسرائيل عن وسائل الإعلام المصرية، وتم حظر أي تقرير منها عن تحركاته، لكن يا له من فرق، فقد كتب السفير الإماراتي بنفسه عن جدول أعماله في إسرائيل، كلاهما جاء لمدة ثلاثة أيام، لكن أحدهما جاء ليهرب، أما الآخر فجاء ليبقى".