أحدث الأخبار
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد

حمقى بأسلحة نووية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 05-09-2017


أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وبذلك ولأول مرة تكون مشكلة الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية ليس تهديدها لجارتها الجنوبية، أو حتى اليابان، بل تهديدها -وبشكل حقيقي- لملايين الأميركيين في مدينة مكتظة، مثل سان فرانسيسكو.
ولكن لماذا الآن؟ الإجابة القصيرة عن هذا السؤال هي ترمب.. هذا الرجل تمكن من تسريع وتيرة الانهيار الأميركي بشكل غير متصور، ولكن في الموضوع الكوري تحديداً كان إسهامه مباشراً، قبل شهور صرح الرئيس الأميركي منتقداً التكلفة العالية لنشر القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، ثم انتقد بشدة الصين على عدم القيام بدورها لتحجيم كوريا الشمالية، وأخيراً وجه انتقاداً إلى كوريا الجنوبية نفسها لحديث قادتها عن السلام بين الكوريتين، وقاصمة الظهر كانت إحجام ترمب عن تأكيد التزام واشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية عسكرياً حال تعرضت لهجوم شمالي، في تصريحاته الأخيرة بعد التجربة النووية، هذا التأكيد كان حجر الزاوية في أي تصريح أميركي حول الكوريتين، يجمع ترمب في تصريحاته بين اللغة الانفعالية المستفزة لنظام بيونج يانج، المصاب بجنون العظمة، وبين الإخفاق في استخدام عبارات حاسمة لتأكيد استعداد واشنطن لتحويل التغريدات الصارمة لترمب إلى أفعال، هذا المزيج وصفة سهلة الانفجار.
والمشكلة هنا لا تكمن فقط في جرأة كوريا الشمالية على تحدي الولايات المتحدة، بل في انفراط عقد التحالف الذي يقف في مواجهتها، اليابان وكوريا الجنوبية ينتشر فيهما القلق من أن واشنطن لن تحرك ساكناً لدعمهما ومنع حدوث كارثة نووية على أراضيهما، والصين -المنزعجة من تعامل ترمب مع الأزمة- تبتعد عن التوافق حول ضبط تصرفات بيونج يانج، وفوق هذا كله فإن الارتباك في واشنطن على مختلف الأصعدة يؤكد لخصوم الولايات المتحدة أن الموسيقى بدأت تعزف في لعبة الكراسي الدولية، وعليهم أن يحصلوا على ما يمكنهم الوصول إليه من مكتسبات، قبل أن ينتهي وقت ترمب في واشنطن.
على المستوى العسكري نشرت «أسوشيتد برس» و»سي. أن. أن» في تقارير منفصلة تأكيدات خبراء عسكريين أميركيين أن الخيارات العسكرية أمام واشنطن أصبحت شبه معدومة الآن، الرادع النووي والأنظمة الصاروخية لدى بيونج يانج اليوم تجعل أي مغامرة عسكرية خطراً محدقاً على التراب الأميركي، فعلى الرغم من تصريحات ترمب النارية وتأكيدات وزير دفاعه أن الخيار العسكري ما زال مطروحاً، إلا أن الحقيقة على الأرض تصعب من إمكانية تحويل ذلك إلى حقيقة، وبالتالي لا يبقى أمام واشنطن إلا رفع التكلفة سياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً، أمام بيونج يانج، وفي المقابل تقديم الجزرة على العصا، وتوفير مغريات لبيونج يانج تجعلها منفتحة على ضبط تصرفاتها العسكرية، كل ذلك لا يمكن فعله دون توافق دولي حقيقي للضغط على كوريا الشمالية، والرئيس الأميركي نجح في إفساد الأجواء مع الصين وأوروبا وروسيا بشكل يجعل ذلك شبه مستحيل.
وإن كان ذلك ما زال يبدو بعيداً، إلا أن العالم في أقرب حالاته اليوم إلى حرب نووية، وما لم يتحرك ما تبقى من عقلاء العالم لتصميم عهد جديد للمجتمع الدولي يأخذ في الحسبان أفول النجم الأميركي، ستفلح إحدى هذه الأزمات في تحقيق نبوءة أفلام الخيال العلمي وروايات الديسطوبيا بحرب طاحنة تستوعب كامل الكوكب، وحينها لن ينفع التذمر من ترمب أو غيره من الحمقى الذين يوصلهم البشر إلى سدة السلطة.;