أعلنت شركة فيس بوك، أنها ستسمح لمستخدميها بإضافة مفاتيح تشفير لصفحاتهم الشخصية وستتيح لهم خيار تلقي رسائل بريد إلكترونية تنبيهية بصيغة مشفرة، وتأتي هذه الأخبار بعد ازدياد التوتر بين الحكومة الأمريكية والشركات التقنية حول استخدام "التشفير الصعب".
يشير مصطلح " التشفير الصعب " إلى البيانات التي يتم تشفيرها بطريقة يصعب على أي شخص لا يملك المفاتيح اللازمة أن يفهمها، وهي تساعد مستخدمي الإنترنت في الحفاظ على محادثاتهم المهمة بشكل آمن على الإنترنت، لكن بعض الأشخاص يعتقدون أن هذه الخطوة تشكل خطراً أمنياً نظراً لأنه لا يمكن فك تشفيرها من قبل السلطات حتى مع وجود تصريح بالتفتيش.
وبعد التسريبات التي كشف عنها " إدوراد سنودن " خلال السنوات الماضية حول تنصت الحكومة على المكالمات والمحادثات توجهت شركات التقنيات الكبيرة إلى اعتماد تقنيات التشفير في منتجاتهم الأمر الذي تسبب في استياء رجال القانون المتخوفين من خسارة إمكانية وصولهم إلى بعض الدلائل المهمة، فعندما أعلنت شركة أبل أنها ستعتمد تقنيات التشفير الصعب في نظام التشغيل iOS على سبيل المثال صرح أحد الضباط في الشرطة الأمريكية أن أيفون سيكون الهاتف الأمثل للمجرمين، لكن أبل أوضحت أنه لا بد من قيامها بحماية خصوصية المستخدمين كما أكد مديرها التنفيذي تيم كوك أن الشركة لم تعمل قط مع أي وكالة حكومية من أي دولة.
وسابقاً قامت فيس بوك بإنشاء موقع يسمح للمستخدمين بالوصول إلى شبكة التواصل الاجتماعي من خلال متصفح Tor الذي يقوم بحجب هويات المستخدمين، والآن أعلن فريق الحماية في الشركة يوم الاثنين أن المستخدمين سيتمتعون بإمكانية إضافة " مفاتيح التشفير العامة " على صفحاتهم الشخصية لتشجيع الآخرين على التواصل معهم باستخدام التشفير.
وتعبر مفاتيح التشفير العامة عن الطريقة التي يتواصل بها الناس من خلال أفضل خدمات التشفير، فكل مستخدم يمتلك مفاتيح عامة يمكن مشاركتها مع الآخرين بينما تبقى المفاتيح الخاصة بشكل سري، ويمكن لأي شخص إرسال رسالة مشفرة لشخص ما باستخدام المفاتيح العامة لهذا الشخص والتي يمكن فك تشفيرها فيما بعد من قبله باستخدام المفاتيح الخاصة.
إضافة لذلك تتيح فيس بوك للمستخدمين خيار تلقي إشعارات عبر البريد الإلكتروني بشكل مشفر مما يعني أنه حتى لو تمكنت من الوصول إلى صندوق الوارد لأحد المستخدمين الذين قاموا
بتفعيل الميزة فإنك لن تستطيع فهم البريد الإلكتروني المرسل من فيس بوك دون المفاتيح الخاصة.
وإلى جانب هذا الإعلان يبدو أن فيس بوك توجه المستخدمين نحو شرح مفصل حول تقنية التشفير وكيفية تثبيته على حواسيبهم، لكن هذه الخطوات المؤيدة للتشفير تأتي في الوقت الذي تطلب فيه الحكومة الأمريكية من الشركات التقنية الابتعاد عن هذه التقنية، ولم يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حظر صريح لتقنية التشفير إلا أنه ما يزال يرغب بالحفاظ على إمكانية مراقبة المحادثات قدر الإمكان، وقد صرح حول هذا الأمر قائلاً :
"عندما نملك القدرة على مراقبة المحادثات على الإنترنت بطريقة قانونية فإن هذه ميزة نرغب في الحفاظ عليها."
ووفقاً لموقع The Hill فإن الرئيس الأمريكي يطلب من مشرعي القوانين تحديث قانون عام 1994 ليطلبوا من الشركات التقنية إنشاء طريقة للحكومة من أجل الوصول إلى البيانات المشبوهة، لكن خبراء الحماية يحذرون من أن هذه العملية ستكون خطيرة وأن أي طريقة للوصول إلى الخدمات المشفرة سوف تضعف الخدمة بشكل كامل وتجعل المستخدمين عرضة للاختراق.
بدوره أوضح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في بيان له قبل انتخابات العام الحالي أنه ينوي إلغاء قانون التشفير بشكل كامل، وفي شهر آذار/مارس صرح رئيس الشرطة الأوروبية روب وينرايت أن هذا الازدياد في استخدام منصات الرسائل التي لا يستطيع رجال القانون فك تشفيرها أصبحت معضلة كبرى أمام رجال الشرطة.