أعلنت منظمة التعاون الإسلامي مدينة القدس عاصمة روحية للأمة الإسلامية، واصفة إياها بـ"الخط الأحمر" الذي لا يمكن تجاوزه.
جاء ذلك في ختام الدورة الثانية عشرة للجنة العامة لاتحاد البرلمانات الإسلامية (التابعة للمنظمة) والتي عقدت في العاصمة المالية (باماكو) في الفترة من 23 إلى 28 من الشهر الحالي.
وفي بيانه الختامي، أكد الاتحاد، السبت، أن قضية فلسطين والقدس "هي القضية المحورية الرئيسية التي تستوجب على الجميع التعاون والتنسيق في المحافل الدولية والإقليمية؛ حتى تتحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، المتمثلة في عودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".
وفي البيان نفسه، رفض ممثلو برلمانات الدول الإسلامية، المحاولات الرامية لنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، واعتبروها "عدواناً مباشراً على الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة"، مؤكدين أنها محاولات "غير شرعية ولاغية وتتعارض مع الوضع القانوني لمدينة القدس كجزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة".
وأشاد أحمد رسلان، النائب الأول لرئيس البرلمان العربي، بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن أخيراً بشأن تجريم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مطالباً مجلس الأمن بمتابعة قراراته، خاصة بعد التصديق على بناء مستوطنات جديدة بالقدس المحتلة.
وفي كلمته أمام المؤتمر، أدان رسلان التوسع الاستيطاني بـ"شدة". وطالب المجتمع الدولي بالعمل على تنفيذ قراراته بمختلف الوسائل والسبل لتحرير الأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما شدد رسلان على ضرورة الإفراج عن الأسرى بالسجون الإسرائيلية، خاصة من النساء والأطفال.
وأكد أن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف بالغة الدقة يمر بها عدد من الدول الإسلامية وظروف دولية شديدة التعقيد. وقال إن ذلك الأمر يحتاج إلى مضاعفة الجهود؛ من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعميق القيم الإسلامية.
وشدد رسلان على رفض البرلمان العربي تدخلات إيران السافرة في شؤون كثير من الدول العربية وتأجيجها الفتنة الطائفية في هذه الدول.
ودعا البيان الختامي إلى رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح المعتقلين الإداريين والأسرى من سجون الاحتلال، مطالباً بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.
وطلب الإعلان تفعيل عمل الصناديق التي تمت إقامتها من أجل القدس؛ لدعم صمود أهلها الفلسطينيين وتثبيتهم في مدينتهم المقدسة، كما طالب الدول الأعضاء بإقامة المشاريع التي تعزز دور المدينة ومؤسساتها المقدسية.
ودعا كذلك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الامتناع عن أي شكل من أشكال التعاون التنسيقي مع سلطات الاحتلال فيما يتعلق بمدينة القدس، بما في ذلك الاتفاقيات التي من شأنها التأثير على الوضع السياسي والقانوني للمدينة المقدسة.
وطالب الدول والبرلمانات التي لم تعترف بدولة فلسطين، بالاعتراف بها.
وأقيمت أعمال الدورة الـ12 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي في الفترة من 23 وحتى 28 يناير الحالي برئاسة العراق.