حذر رئيس تحرير مجلة “جون آفريك” الدولية الناطقة باللغة الفرنسية من أن اللعنة حطت مرة أخرى على منطقة الشرق الأوسط ذات الدول الهشة، وأنها تنزلق مرة أخرى إلى حرب جديدة، قال إنها “مبرمجة”.
وقال الكاتب التونسي ـ الفرنسي بشير بن يحمد إن القذائف المدفعية الثلاث الأولى لتلك الحرب قد أطلقت بالفعل، في إشارة إلى غارات إسرائيل على منشآت إيرانية في سوريا، واعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاق النووي مع إيران.
وأكد بن يحمد في افتتاحية بعنوان “أمريكا وإسرائيل والسعودية.. محور الشر”، أن تحالفا خطيرا تشكل العام الماضي لتغيير خريطة الشرق الأوسط بالقوة، وفرض إرادة ثلاث دول غنية وقوية؛ هي: أمريكا دونالد ترامب، وإسرائيل بنيامين نتنياهو، وسعودية محمد بن سلمان.
مصر والإمارات “كومبارس″
واعتبر أن وراء هذا المحور الثلاثي دولاً مثل مصر والإمارات العربية المتحدة و”كومبارسات” أخرى أقل شأن، على حد تعبيره.
وأشار أن المنطقة شهدت خلال القرن العشرين أحلافاً مماثلة انتهت جميعها بشكل سيئ، مؤكدا أن حلف ترامب-نتنياهو-بن سلمان لن يكون أفضل حالا، “وسيلحق ضررا بالغا بالمنطقة قبل أن يضمحل بدوره ويرمى في “مزبلة التاريخ”.
ظل نتنياهو وتبعية بن سلمان
واعتبر أن أجندة هذا المحور، تكشفها أفعالهم، ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط؛ أولاها طرد إيران من مناطق نفوذها وإعادتها إلى حدودها مستكينة منزوعة السلاح، لكن طهران لن تستسلم وليس ثمة أدنى فرصة لتحقيق ذلك، حسب رأي بن يحمد.
والنقطة الثانية هي تصميم وتطوير وتنفيذ خطة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وهي المهمة التي أوكلها ترامب لصهره جاريد كوشنر، وأكد هنا أن هذه الخطة المعروفة بــ”خطة كوشنير” لم تكن تحتاج لتصميم ولا تطوير، إذ أنها موجودة أصلا، فهي بكل بساطة خطة نتنياهو التي انضم له في تنفيذها بن سلمان.
ويرى بن يحمد أن تنفيذ هذه الخطة بدأ بالفعل، وذلك بتحويل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم التخطيط لعزل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واستبداله بشخص أكثر انصياعا، ثم إنشاء “دولة فلسطينية مصغرة” ذات سيادة محدودة.
“حرب مقدسة ضد شيعة فارس″
وذهب إلى القول إن بن سلمان سيقوم بتنفيذ ما تبقى بجعل الدول العربية “تبتلع هذا القرص”، ويوحد العرب السنة ويتحالف مع إسرائيل لشن “حرب مقدسة” ضد شيعة فارس″.
أما النقطة الثالثة، حسب بن يحمد، فتتمثل في بذل بن سلمان ونتنياهو جهودهما لإبعاد روسيا عن إيران والحصول على تعهدها بوقف مساعدة النظام بطهران، مقابل التغاضي عن نمو نفوذها في دول شرق أوسطية.
الخيال والواقع
لكن الكاتب اعتبر أن كل هذا ليس سوى خيال سارح في أذهان هؤلاء الرجال الثلاثة، ولا مجال لتنفيذه على أرض الواقع، حيث أكد أن أنه برغم أن لهذا الثلاثي القوة لإشعال النار في الشرق الأوسط، لكنهم يفتقدون للوسائل الضرورية لحل مشاكله، ناهيك عن إعادة رسم خريطته.
وهذا ما دفع الكاتب إلى التساؤل “هل يدرك هؤلاء أنهم لا يهينون العرب المنقسمين والمهزومين فحسب، بل أيضا الأوروبيين وروسيا والصين؟ ألا يرون أنهم يحولون العالم إلى غابة وينشرون الفوضى في أرجائه، ألا يرون أنهم يعزلون أنفسهم أكثر فأكثر عن بقية الناس على هذا الكوكب؟
واعتبر أن ترامب يسعى لإعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة مهما كان الثمن، حتى لو تطلب ذلك أن يشن حرباً، و أنه يجب توحيد الجهود لمنع ترامب من الذهاب أبعد مما يقوم به.