يوصي الأطباء عادةً الأشخاص الذين يعانون من نسبة عالية من الدهون الثلاثية بالقيام بالتمرينات الرياضية وبعض التغييرات في النظام الغذائي، وفي حال لم ينجح ذلك، يتم وصف "الستاتين" أو "الفيبات" أو "النياسين".
ولكن ظهرت توصية جديدة من جمعية القلب الأمريكية تقول إن أحماض "الأوميغا 3" الدهنية قد تساعد في تقليل مستويات الدهون الثلاثية العالية للغاية بنسبة 20 إلى 30٪، ويمكن استخدام الأدوية بأمان بالتزامن مع الستاتين.
وتوصلت الجمعية إلى هذا الاستنتاج من خلال مراجعة 17 تجربة قائمة تضم مرضى لديهم مستويات عالية من الدهون الثلاثية. فالأشخاص الذين تمت معالجتهم باستخدام 4 غرامات من الأحماض الدهنية "أوميغا 3" يومياً كوصفة طبية، حصلوا على نتائج إيجابية، وكانت الأدوية فعالة في خفض مستويات الدهون الثلاثية بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يتناولون ستاتين لخفض الكوليسترول في الدم.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فقط على هذه الأدوية الموصوفة للأشخاص الذين لديهم مستويات عالية للغاية من الدهون الثلاثية.
وقال الدكتور مايكل ميلر، مؤلف مشارك في التقرير، وأستاذ في الطب ومدير مركز الوقاية من أمراض القلب في كلية الطب بجامعة ماريلاند، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "هذه أخبار مهمة ومن المرجح أن تغير الطريقة التي يمارسها الأطباء".
وحذر ميلر الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون الثلاثية من علاج حالتهم بمكملات زيت السمك التي قد يشترونها من متجر البقالة. حيث أن هذه المكملات لا يتم تنظيمها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير ويجب عدم استخدامها بدلاً من الدواء.
ماهي الدهون الوراثية؟
الدهون الثلاثية هي الدهون التي تنتشر في دمك. عندما تأكل، يحول جسمك السعرات الحرارية الإضافية التي تناولتها إلى تلك الدهون. ففي حال كنت تأكل سعرات حرارية أكثر مما يمكنك حرقه، قد يؤدي ذلك إلى رفع مستويات الدهون الثلاثية والتي تسهم في تصلب أو تضيق الشرايين. ذلك يمكن أن يعرض الناس لخطر متزايد للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من الدهون الثلاثية العالية للغاية أن يواجهوا مشاكل مع البنكرياس.
إذا رأى طبيبك أن لديك نسبة عالية من الدهون الثلاثية، قد يكون ذلك أيضاً علامة على داء السكري من النوع 2 أو مرض السكري المسبق، أو علامة على أن هرمونات الغدة الدرقية لديك منخفضة، أو مؤشر على وجود حالة وراثية نادرة. قد يكون لديك أيضاً مستوى مرتفعاً من الدهون الثلاثية إذا كنت تتناول بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا أو مدرات البول.
هناك عدد متزايد من المرضى الذين تم تشخيصهم بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وذلك يتزايد مع زيادة معدل السمنة.
أشار التقرير إلى أنه يجب على الأطباء أن يتحدثوا مع مرضاهم حول خيارات نمط الحياة أولاً، وذلك بتشجيعهم على تحسين الوجبات الغذائية، تناول كميات أقل من السكر، ممارسة المزيد من التمارين، فقدان الوزن وتقليل كمية الكحول التي يتناولونها. قد يطلب الأطباء أيضاً من المرضى تناول المزيد من الأسماك الدهنية مثل السلمون، وذلك مرتين في الأسبوع.
إذا لم يخفض ذلك من نسبة الدهون الثلاثية، قد يتم وصف أحماض الأوميغا 3 الدهنية.
وقال الدكتور كارول واتسون، أستاذ الطب في قسم أمراض القلب في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وغير مشارك في التقرير: "بالنسبة للدهون الثلاثية، لا يوجد شيء أفضل من تغيير النظام الغذائي والتمارين الرياضية، ولكن هناك الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى شيء آخر."
وأضاف واتسون أنه من غير الواضح ما إذا كان سيأتي وقت يوصي به الأطباء الأوميغا 3 للمرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من مشاكل القلب، حينها سيكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث.