جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعوته لمحاسبة المتورطين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر الماضي.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام استيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، والذي يأتي قبل نحو شهر من حلول الذكرى الأولى لمقتل خاشقجي.
وكان المتحدث الرسمي يرد علي أسئلة الصحفيين بشأن انتقادات وجهتها منظمات حقوقية دولية للأمم المتحدة لموافقتها على استضافة ملتقى للشباب يوم 23 من الشهر الجاري، وذلك بالشراكة مع مؤسسة يشرف عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال المتحدث الرسمي للصحفيين "الأمين العام كان واضحا منذ البداية وهو قد أكد مرارا على ضرورة إعمال مبدأ المحاسبة في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي".
وحول تورط الأمم المتحدة في تلميع صورة ولي العهد السعودي من خلال الشراكة مع مؤسسة يشرف عليها، قال المتحدث: "هذا الحدث تم ترتيبه من خلال مبعوث الأمم المتحدة للشباب، والأمين العام من جانبه أكد مرارا ضرورة تطبيق مبدأ المحاسبة في جريمة مقتل الصحفي السعودي".
ومن المقرر أن يعقد مبعوث الأمم المتحدة المعني بقضايا الشباب، جايثما ويكراماناياك، ورشة عمل لـ 300 شاب، في 23 سبتمبر/أيلول الجاري، بنيويورك، أي قبل 10 أيام فقط من الذكرى الأولى لمقتل خاشقجي، بالشراكة مع مؤسسة "مسك"، وهي منظمة ثقافية خاصة يشرف عليها ولي العهد السعودي.
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكارًا واسعًا لم ينضب حتى اليوم.
وقبل أسابيع، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريرًا أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمدا، مؤكدة وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكر تقرير كالامار أن "مقتل خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القانون، تتحمل مسؤوليته السعودية".
كما أوضح أن العقوبات المتعلقة بمقتل خاشقجي يجب أن تشمل ولي العهد السعودي وممتلكاته الشخصية في الخارج، داعياً الرياض إلى الاعتذار من أسرة خاشقجي أمام الرأي العام، ودفع تعويضات للعائلة.