أحدث الأخبار
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد
  • 10:17 . "رويترز": لا تغيير في اتفاق "أوبك+" بشأن خطط تخفيض الإنتاج... المزيد
  • 10:15 . الشارقة يتعثر بالتعادل أمام الوحدات الأردني في أبطال آسيا 2... المزيد
  • 10:06 . مقتل ستة إسرائيليين في عملية مزدوجة بيافا وتل أبيب... المزيد
  • 09:59 . إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على الأراضي المحتلة... المزيد
  • 09:19 . الثوري الإيراني: سيتم استهداف "إسرائيل" مرة أخرى إذا ردت على أي هجوم... المزيد
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد
  • 08:29 . الاحتلال الإسرائيلي يستدعى قوات الاحتياط إلى الحدود اللبنانية... المزيد
  • 07:39 . واشنطن تبلغ الاحتلال الإسرائيلي بهجوم إيراني وشيك... المزيد

لماذا يواصلون الفشل؟

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 26-12-2019

من أبجديات السياسة أنها تقوم على دقة تقدير الموقف من جهة، وحُسن تقدير الأولويات من جهة أخرى، وما لم يكن هناك نجاح في البُعدين، فإن النتيجة هي التيه وتعظيم الخسائر.
وإذا جئنا نقرأ حال معسكر الثورة المضادة، وقد ركّزنا على إيران مراراً، فإن هذين البعدين هما من تكفلا، وسيتكفلان بالفشل، وبمزيد من الفشل في المرحلة المقبلة، ما لم تتم إعادة النظر في تقدير الموقف الراهن، وما لم تتم إعادة النظر في ترتيب الأولويات.
منذ 2011 وحتى الآن، أنفق معسكر الثورة المضادة عشرات المليارات، في سياق من ضرب الربيع العربي، لكن النتيجة هي الفشل حتى الآن، فلا هو نجح في تأديب الشعوب على الاحتجاج، بدليل ما جرى في الجزائر والسودان ولبنان والعراق، ولا هو شطب ما يسمى «الإسلام السياسي» من معادلة السياسة، إذ إن أي انتخابات جرت أو ستجري في أي بلد عربي لن تؤكد سوى حقيقة أن قوى «الإسلام السياسي» ما زالت الأهم في المشهد، ولا تتقدم عليها أي قوى أخرى، بما في ذلك في السودان الذي تصدرت فيه قوى اليسار منظومة الاحتجاج، وها هي قوى الثورة المضادة تدفع النظام الجديد دفعاً نحو إجراء عملية مطاردة وسحق لتلك القوى، تاركة قوى اليسار إلى مرحلة لاحقة ما إن يتمكن العسكر من السلطة من جديد، وإن بمنظومة مختلفة عن سلفهم السابقين.
لا يريد معسكر الثورة المضادة أن يعي تطورات المشهد السياسي العربي الجديد، وما ينطوي عليه من رفض واحتجاج، وما يعنيه زمن مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، وهو -أي المعسكر- يعوّل على قدرته على دفع المال في إطار المطاردة التي يقوم بها، من دون أن يرى حجم الفشل الذي مُني به، ولا إمكانية دخوله في مأزق اقتصادي بسبب اتساع إطار النزيف، فضلاً عن كسبه عداء الغالبية من أبناء الأمة.
خذ اليمن مثالاً، ففي حين دفع معسكر الثورة المضادة كثيراً لإجهاض ثورة اليمنيين الباسلة قبل انقلاب الحوثي «عبر المبادرة الخليجية»، فقد فشل لاحقاً في مواجهة الحوثيين، وأيضاً بسبب خلل الأولويات، حيث واصل التعامل مع تجمع الإصلاح بوصفه خصماً، وبذلك عجز عن الحسم العسكري، وها هو يكاد يتسول الحوار مع الحوثيين الذين لا يملكون قرارهم أصلاً، لأن إيران هي التي توجههم.
نذكّر هنا بأن أعضاء المعسكر المذكور لا ينحصرون في أولئك القادرين على الدفع وحسب، بل يشمل حلفاءهم أيضاً.
خذ مصر التي تعيش حالة تيه عجيبة، ففي حين تتعامل مع السياسية الخارجية جاعلة من تركيا عدوها الأول، فإنها تتجاهل المشروع الصهيوني الذي يستهدف مصر بالدرجة الأولى، ثم مشروع التمدد الإيراني الذي يهدد مصر ودورها الإقليمي أيضاً «تذكّر أحلام استعادة الدولة الفاطمية»، وتتجاهل ملف إثيوبيا وسد النهضة الذي يستهدف الأمن القومي المصري، وكل ذلك لأن نظامها جعل أولويته هي تركيع الداخل بالكامل، بحيث لا يُسمع صوت غير صوته.
إذا كان ذلك في حالة مثل مصر، فإن الأمر لا يبدو مفهوماً في حالة الآخرين الذين لم يتحدث أحد عن استهدافهم كنظام، بل عن إصلاحات سياسية تمنح الناس مشاركة في القرار، بدليل أن الكويت مثلاً، وحتى عُمان لم تصب بالهوس ذاته الذي أصيب به الآخرون في معرض مطاردة الربيع العربي، فضلاً عن العداء مع تركيا التي تعتبر نقطة توازن في الصراع مع إيران، وتمثل إضافة في الصراع مع المشروع الصهيوني، بجانب أنه من العبث النظر إليها كصاحبة مشروع تمدد مثل إيران.
لقد خسر معسكر الثورة المضادة الأمة على نحو يكاد يتفوق على إيران رغم مغامراتها الرهيبة في سوريا والعراق واليمن، ومن يخسر جماهير الأمة، بما في ذلك جزء معتبر من جمهوره الداخلي بسبب معادلة القمع القوية، ويضيف إلى ذلك فشلاً في سياسته الاقتصادية، وسياسته الخارجية، من يكون هذا حاله هو مأزوم بكل تأكيد، وسيذهب من فشل إلى فشل، ما لم يُعِد النظر في مسيرته وخياراته وأولوياته برمتها داخلياً وخارجياً، ويتغلب على مشاعر غرور القوة التي تتلبّسه وتدفعه نحو خيارات عبثية.