أحدث الأخبار
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد

لماذا علينا أن نتحاور؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-06-2018

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة كي نفهم ونعرف أكثر، ولكي نعي ونقتنع أن الحياة في أصلها قائمة على التواصل والتفاهم، إن المتطرفين المتعصبين بشكل أعمى لأنفسهم وأفكارهم وطائفيتهم وشوفينيتهم ومصالحهم، لا يقيمون بناء متماسكاً في الحياة، يمكن لآخرين أن يقاربوه أو يكملوه أو يبنوا عليه، هؤلاء الذين لا يقيمون وزناً للحوار، لا يراكمون أي منتج إيجابي يقود لمنفعة أو فائدة أو حتى ذائقة، لأن المتعصب أو المتطرف أو الغوغائي، فيما ينفث أو يرسل من أفكار وأفعال ومقاربات واستعانات بالمقدس والسلطوي، لا ينوي من الأساس أن يفعل أو يبني، إنه يشبه السكين التي تقطع اللحم من الداخل لتمزق وتهدم، ليستمر الدمار ولتستقيم القطيعة مع الحياة التي لا يفهمونها ولا يعرفون شروطها!!

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة، لأننا لا يمكن أن نحيط بكل شيء علماً، هناك ما يجب أن نستكمل معرفته، ولكنه موجود عند غيرنا، لذلك، نسعى إليهم لنحصل على ما ينقصنا، ولأن هناك أفكاراً لا نعرفها ولا نفهم كيف تأسست وكيف يتعايش معها أصحابها، نحن لا نرفضها، لكننا نريد أن نعرفها بشكل واضح، لذا، يجب أن نسعى لهذه المعرفة، وهناك ظروف تكثر فيها الاختلافات فجأة، ويتزايد عدد مثيري الفتن وموزعي الإشاعات والاتهامات، وهنا أيضاً علينا أن نفهم بوعي، وبشكل صحيح، قبل أن نصدر أي حكم، لذا، علينا أن نسعى، وأن نتحاور مع هذا المختلف كي نعرفه جيداً، قد تقودنا كل تلك المحاولات لنتيجة ما أكثر وضوحاً، وهذا هو أساس وظيفة الحوار، وقد لا نفعل، لكننا نكون قد قمنا بما يجب علينا.

لماذا علينا أن نتحاور؟، ببساطة، لأن الحوار هو المعنى المرادف للآية الكريمة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، وهو التطبيق الفعلي لمحاولات (حوار الحضارات، وحوار الأديان)، بدت عصية وصعبة جداً، لكنها استمرت ولا تزال، لأن الإنسان مؤمن أن بقاءه مرهون بالتواصل والمعرفة، وليس بالإقصاء والتعالي، هذا الإقصاء الذي هدم مدناً ودمر حضارات، وأباد شعوباً، وأشعل أحقاداً وكراهيات بلا حساب، وكأن الإنسانية تتخبط في بطن حوت، لا تريد الخروج منه، ولا التطهر من قذارات جوفه المظلم!

نحن نتحاور لهذا السبب بالضبط، لنعرف ونفهم ونقتنع، إذا اقتنعنا، عن بينة، أو نظل على قناعاتنا التي نحن عليها، ولكن دون أن نجاهر الآخرين،غباء منا، بالكفر والخيانة والجنون والعمالة... إلخ، كما يفعل كثير ممن نشهد حواراتهم منذ سنوات، والتي ليست إلا تعبيراً عن الجهل وعناد والتعصب والتطرف، لا تقود إلى أي طريق ينتهي إلى نور!

إن الحوار هو النافذة الكبيرة المشرعة على الكون، والتي علينا أن نفتحها أولاً ليصلنا هذا النور، لا أن نغلقها ونظل نلعن الظلام.